لهذا اخترت الصمت ...

عندما اخترت الصمت اخترته لعجز الكلمات عن التعبير عما بداخلي

ووجدت للصمت صدئ و أنين أشبه بأنين المحتضر

تاهت كلماتي في صحراء الحزن الموحشة و تمزقت النفس بين

الشوق .. و الحنين ..

و بين الرغبة في أن ترسوا علي شاطئ الأمان لحياة صاخبة

موحشة الصمت يقتلني أريد أن أتكلم أريد أن اصرخ .. أكثر من احتياجي للكلام

امشي بلا اتجاه انظر في وجوه من حولي انظر إلى تلك الوجوه كغريب

في ارض غريبة في دنيا أكثر غرابه ..!

ابحث و ابحث عن شيء لا اعرفه .. ؟!

و أسال الناس عن أحلامي التي لم أراها بعد ابحث عن مستقبلي

ابحث عن الطموح التي كانت تجول بخاطري أين هيا لا أجدها

ابحث عن معنى لحياتي وابحث في أوراقي و بين كتبي عن شيء

يذكرني بذاتي ويهديني إلى الطريق لحياتي ومستقبلي وطموحي
وأمالي

لعلها أصبحت ذكرى و لكن اعرف بل أؤمن أنها موجودة وموجودة حتى في خلايا عقلي


ابحث و ابحث و أتوه في رحلة البحث عن الأحلام الضائعة

و أعود إلى نفسي الهارب منها و أعود و كأني مقاتل عائد منهزم

في معركة دامية لست منتصر فيها

مازلت أعيش رغم جراح النفس ..

و مزال قلبي ينبض رغم غربته ..

لا اعرف سر نبض قلبي اهو حقاً على قيد الحياة .. ؟ أم انه أصبح

مجرد ذكرى من الماضي وصورة تتلاشى في صمتي وأنيني .. ؟

غريبة هي تلك الدنيا ..

و صعبة هي تلك الحياة ..

و بعيده هي تلك الأحلام المشروعة الضائعة في صخب الحياة

اه... من نفس متمردة مكسورة

اه... من قلب غريب حائر

اه... من دنيا تأخذ أكثر مما تعطي و ليس لنا إلا أن نقول

الله المستعان ..

اكتب و اكتب إلى

أن يضيق صدري فأعود لصمتي و أدعو ربي

أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ

اعرف أنها بعيده عني بعد القمر عن الأرض انظر إليها في سماء دنياي

وحياتي ..

انظر إليها بمدى بصري أو بالأصح بمدى قلبي لا أرى إلا سحاب و غمام

يحجب عني ضوء الأمل و لكن اشعر به بكل خلية من جسدي

أخير لا تعتب عليّ إن صمت لا تعتب عليّ إن كتبت لا تعتب عليّ

إن صرخت بكلماتي

أليس للإنسان حق أن يصرخ عند ذبحه أليس للإنسان حق لا يئن عند موته

و في داخل صدري صراخ أشبه بصراخ طفل انتزع من صدر أمه بلا رحمة

و ترك وحيداً في هذه الدنيا القاسية و ظل يصرخ مرددا ...؟؟؟.





الكلام يطول و يضيق الصدر و تعجز مره أخرى الكلمات..


ليس لي غير أن أقول لنفسي


فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ