وفاء الحيوان

درس آخر من عالم الحيوان
ليس الكلب وحده هو الحيوان الوفي للانسان، فهناك حيوانات اخرى كان مستحيلا ان نتصور ان لها نفس مشاعر الوفاء. ولكن ثبت ان عالم الحيوان ما زال قادرا على اعطائنا مزيدا من الدروس.
والحكاية انه في مدينة كراكو، وهي احدى مدن بولندا توجد حديقة كبيرة للحيوانات، وفي يوم من الايام بدأ احد الأفيال الضخمة في الصراخ بصوت مزعج، فسارعت ادارة الحديقة بعرضه على الطبيب المقيم ولم يجد الطبيب فيه مرضا. ومع هذا فقد اعطاه حقنة مهدئة.. ومع ذلك فان الفيل ظل يصرخ وامتد صراخه في الليل والنهار. وبدأ يشكل ازعاجا شديدا للحيوانات الكثيرة في الحديقة. ثم بدأ الفيل باجراء آخر وهو الاعتداء على حارسه الجديد مع استمراره في ثورته وصراخه، ومرة اخرى استدعي احد الخبراء ليرى الفيل الثائر الذي طور اسلوبه بأن بدأ يمتنع عن الطعام.
ولكن الخبير لم يكتشف السبب في هياج الفيل، واضرابه عن الطعام الذي استمر اياما.. لدرجة انه بدأ يشكل خطورة على صحته.
واخيرا استدعوا له احد الاطباء النفسيين فدرس الحالة وتقصى عن كل الظروف السابقة التي كان يعيش خلالها الفيل، وهنا استطاع الطبيب ان يكتشف السر.. فقد اتضح له انه في نفس اليوم الذي ثار فيه الفيل، كان حارسه الذي صحبه منذ جاء من افريقيا.. هذا الحارس الذي يدعى أفروم قد احيل الى المعاش.. وطلب الطبيب استدعاء أفروم.
وبمجرد ان رآه الفيل صرخ صرخة تنم عن سعادته واستكان تماما.. وبدأ يتناول الطعام بنهم شديد من حارسه القديم والواقع ان الحياة ايضا عادت الى أفروم نفسه الذي كان قد بدأ يستسلم لحالة انهيار بسبب تقاعده.. وعندما عاد الى الحديقة بدأت الحياة تبتسم له.. خاصة بعد ان قررت ادارة الحديقة مد خدمة أفروم خمس سنوات اخرى اكراماً لوفاء الفيل..
وهذا درس آخر من عالم الحيوان.