فن اتخاذ القرار)TO BE OR NOT TO BE)
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فن اتخاذ القرار)TO BE OR NOT TO BE)
يقول وليم جيمس -أبو علم النفس الحديث- ليس هناك من هو أكثر بؤساً من المرء الذي أصبح اللاقرار هو عادته الوحيدة!.
واستناداً إلى هذه المقولة العميقة، يمكننا اكتشاف لماذا نحيا في عالم مليء بالبؤساء!!
إن الحياة تدفع المرء منا في كل لحظة إلى اتخاذ قرارات، ابتداء من قرار بسيط بشراء حذاء أو حلة سهرة؛ مرورا بقرار اختيار تخصص جامعي أو شريك الحياة، وانتهاء -إذا كنت من الزعماء- بقرار حرب أو غزو!.
واتخاذ القرار ليس بالأمر السهل، ولا يقدر عليه سوى الشجعان، وكثير ممن يعيشون بيننا يهربون من لحظات اتخاذ القرار، ويدفعون بغيرهم كي يتخذوا هم القرارات، والسر في هذا أن للقرارات ردود أفعال، ونتائج وإرهاصات، ولا يقدر كل الناس على تحمل تلك النتائج؛ لذا نجد أن متخذي القرارات هم القلة دائما، وكم من قرار خاطئ كان رأس صاحبه هو الثمن، وقرار آخر شجاع رفع أمة وعزة شعب، وصنع تاريخاً.
ومعنى "القرار" الذي أعنيه هو القدرة الواعية التي تمكن المرء من الاختيار الصحيح بين البدائل، بعد موازنة المكاسب والخسائر، وفوق هذا أن يكون في الوقت المناسب.
والقرار قد يكون اختيارا بين نقيضين، خير وشر أو أبيض وأسود، وقد يكون ترجيحا بين السيئ والأسوأ أو الجيد والأجود، أو تغليب لأخف الأضرار.
وشجاعة اتخاذ القرار تنمو مع المرء منا، وتتأثر إلى حد كبير بالبيئة التي ينشأ فيها؛ فالشخص الذي يدفعه أبواه في بداية حياته لاتخاذ قرارات ولو بسيطة تعود نتائجها عليه، كاختيار ملابسه أو ألعابه، يبدأ في فهم الربط بين السبب والنتيجة، ويدرك في بداية عمره العلاقة بين اتخاذ القرار وتشكيل الواقع والمستقبل، وأن ما يفعله اليوم يتحمل نتائجه غدا؛ في المقابل فإن الشخص الذي ينشأ وقد تكفل أحدهم بالتفكير نيابة عنه سيجد نفسه في مأزق كبير في بداية حياته العملية، نظرا لجهله بأمر اتخاذ القرار وطرقه السليمة.
لكن هب أنك قد ولدت في مجتمع أو بيئة لا تغرس في أبنائها أهمية اتخاذ القرار؛ فهل مضى الوقت لتعلم تلك المهارة وتنميتها؟ والإجابة بشكل قاطع.. كلا.
يستطيع كل واحد فينا أن ينمي لديه عادة اتخاذ القرار؛ وذلك عبر معرفته وإيمانه ببعض النقاط، ومنها:
1- أن المصائر تحددها القرارات: مصيرك ومستقبلك يحددهم إما قرارك، وإما رؤية وقرارات الآخرين، أما أن تأخذ قرارات تخص حياتك، وتسعى لإمضائها، وإما تنتظر لتصبح جزءا من مخططات الآخرين. إن مصائر الأشخاص والشعوب تصنعها قراراتهم الواعية؛ بينما غيرهم -ممن لا يملكون اتخاذ قرار- يعيشون بلا هوية فلا يُرى منهم حركة، أو يسمع لهم صوت.
2- اتخاذ القرار ممارسة: يكفيك أن تعرف أصوله الرئيسية بعدها ابدأ في الممارسة الفعلية، والمعلومات المجردة لن تفيدك كثيرا؛ ما ينفعك حقا أن تبادر وتأخذ قراراتك الواحد تلو الآخر، بعدها ستجد أن هناك نوعا من الحكمة والفطنة قد اكتسبهما أسلوبك وطريقتك في اتخاذ القرار.
3- القرار الخاطئ أفضل من عدم اتخاذ قرار: وأقصد هنا أن اجتهادك -حتى وإن كان خطأ إلا أنه أفضل كثيرا من وقوفك ساكنا؛ وذلك لأن الخطأ يمكننا تصحيحه، والتعلم منه، بينما السلبية لا تخلق لنا أي فائدة مرجوة، وقديما قال الشاعر العربي لواحد من المرتجفين السلبيين:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما * * * يرجى الفتى كيما يضر وينفع
أي أنك يجب أن تفعل شيئاً، يجب أن تحرك الماء الساكن في حياتك، حتى وإن أخطأت وزللت، وخاب اجتهادك!.
4- اتخاذ القرار هو الشرارة الأولى: يجب أن تهيئ نفسك للعمل وربما لقرارات أخرى تمليها عليك الظروف؛ وذلك لأنه بعد اتخاذك لقرار ما، ستحتاج إلى تنفيذ هذا القرار، ومتابعته وبذل جهد في ذلك؛ لذا فيجب أن تعي أن القرار هو بداية العمل وليس نهايته؛ لكنه رغم ذلك هو المحدد لخط سير العمل.
to be continued
......................................................
واستناداً إلى هذه المقولة العميقة، يمكننا اكتشاف لماذا نحيا في عالم مليء بالبؤساء!!
إن الحياة تدفع المرء منا في كل لحظة إلى اتخاذ قرارات، ابتداء من قرار بسيط بشراء حذاء أو حلة سهرة؛ مرورا بقرار اختيار تخصص جامعي أو شريك الحياة، وانتهاء -إذا كنت من الزعماء- بقرار حرب أو غزو!.
واتخاذ القرار ليس بالأمر السهل، ولا يقدر عليه سوى الشجعان، وكثير ممن يعيشون بيننا يهربون من لحظات اتخاذ القرار، ويدفعون بغيرهم كي يتخذوا هم القرارات، والسر في هذا أن للقرارات ردود أفعال، ونتائج وإرهاصات، ولا يقدر كل الناس على تحمل تلك النتائج؛ لذا نجد أن متخذي القرارات هم القلة دائما، وكم من قرار خاطئ كان رأس صاحبه هو الثمن، وقرار آخر شجاع رفع أمة وعزة شعب، وصنع تاريخاً.
ومعنى "القرار" الذي أعنيه هو القدرة الواعية التي تمكن المرء من الاختيار الصحيح بين البدائل، بعد موازنة المكاسب والخسائر، وفوق هذا أن يكون في الوقت المناسب.
والقرار قد يكون اختيارا بين نقيضين، خير وشر أو أبيض وأسود، وقد يكون ترجيحا بين السيئ والأسوأ أو الجيد والأجود، أو تغليب لأخف الأضرار.
وشجاعة اتخاذ القرار تنمو مع المرء منا، وتتأثر إلى حد كبير بالبيئة التي ينشأ فيها؛ فالشخص الذي يدفعه أبواه في بداية حياته لاتخاذ قرارات ولو بسيطة تعود نتائجها عليه، كاختيار ملابسه أو ألعابه، يبدأ في فهم الربط بين السبب والنتيجة، ويدرك في بداية عمره العلاقة بين اتخاذ القرار وتشكيل الواقع والمستقبل، وأن ما يفعله اليوم يتحمل نتائجه غدا؛ في المقابل فإن الشخص الذي ينشأ وقد تكفل أحدهم بالتفكير نيابة عنه سيجد نفسه في مأزق كبير في بداية حياته العملية، نظرا لجهله بأمر اتخاذ القرار وطرقه السليمة.
لكن هب أنك قد ولدت في مجتمع أو بيئة لا تغرس في أبنائها أهمية اتخاذ القرار؛ فهل مضى الوقت لتعلم تلك المهارة وتنميتها؟ والإجابة بشكل قاطع.. كلا.
يستطيع كل واحد فينا أن ينمي لديه عادة اتخاذ القرار؛ وذلك عبر معرفته وإيمانه ببعض النقاط، ومنها:
1- أن المصائر تحددها القرارات: مصيرك ومستقبلك يحددهم إما قرارك، وإما رؤية وقرارات الآخرين، أما أن تأخذ قرارات تخص حياتك، وتسعى لإمضائها، وإما تنتظر لتصبح جزءا من مخططات الآخرين. إن مصائر الأشخاص والشعوب تصنعها قراراتهم الواعية؛ بينما غيرهم -ممن لا يملكون اتخاذ قرار- يعيشون بلا هوية فلا يُرى منهم حركة، أو يسمع لهم صوت.
2- اتخاذ القرار ممارسة: يكفيك أن تعرف أصوله الرئيسية بعدها ابدأ في الممارسة الفعلية، والمعلومات المجردة لن تفيدك كثيرا؛ ما ينفعك حقا أن تبادر وتأخذ قراراتك الواحد تلو الآخر، بعدها ستجد أن هناك نوعا من الحكمة والفطنة قد اكتسبهما أسلوبك وطريقتك في اتخاذ القرار.
3- القرار الخاطئ أفضل من عدم اتخاذ قرار: وأقصد هنا أن اجتهادك -حتى وإن كان خطأ إلا أنه أفضل كثيرا من وقوفك ساكنا؛ وذلك لأن الخطأ يمكننا تصحيحه، والتعلم منه، بينما السلبية لا تخلق لنا أي فائدة مرجوة، وقديما قال الشاعر العربي لواحد من المرتجفين السلبيين:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما * * * يرجى الفتى كيما يضر وينفع
أي أنك يجب أن تفعل شيئاً، يجب أن تحرك الماء الساكن في حياتك، حتى وإن أخطأت وزللت، وخاب اجتهادك!.
4- اتخاذ القرار هو الشرارة الأولى: يجب أن تهيئ نفسك للعمل وربما لقرارات أخرى تمليها عليك الظروف؛ وذلك لأنه بعد اتخاذك لقرار ما، ستحتاج إلى تنفيذ هذا القرار، ومتابعته وبذل جهد في ذلك؛ لذا فيجب أن تعي أن القرار هو بداية العمل وليس نهايته؛ لكنه رغم ذلك هو المحدد لخط سير العمل.
to be continued
......................................................
wessam- مراقبه عامه على القسم الأدبى
- عدد المساهمات : 1289
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 35
رد: فن اتخاذ القرار)TO BE OR NOT TO BE)
موضوع ممتاز ياوسام فعلا تسلم ايدك
موضوعات التنمية البشرية دى مهمة جدا
فعلا ياجماعة التعود على اتخاذ القرار
مع الوقت بيدى الواحد حكمة وخبرة
شكرا مرة تانية وسام
موضوعات التنمية البشرية دى مهمة جدا
فعلا ياجماعة التعود على اتخاذ القرار
مع الوقت بيدى الواحد حكمة وخبرة
شكرا مرة تانية وسام
د\محمود مختار- مشرف قسم الخريجين وفرص العمل
- عدد المساهمات : 497
تاريخ التسجيل : 07/09/2009
العمر : 37
الموقع : on my way by regular steps
رد: فن اتخاذ القرار)TO BE OR NOT TO BE)
ايوه الحكمه والخبره ديه الحاجه اللى كلنا بندور عليها وخصوصا فسن الشباب اللى بيتسم بالحماس والاندفاع
وشكرا لمرورك يا د.مختار
وشكرا لمرورك يا د.مختار
wessam- مراقبه عامه على القسم الأدبى
- عدد المساهمات : 1289
تاريخ التسجيل : 22/09/2009
العمر : 35
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى