معجزات رقمية 66
عزيزى الزائر عند قيامك بعمليه التسجيل
يستوجب عليك تنشيط حسابك من خلال رساله
تصل إليك على بريدك الالكترونى حتى يكتمل التسجيل

مع تحيات إداره المنتدى
د/على نور

معجزات رقمية Coolapx


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

معجزات رقمية 66
عزيزى الزائر عند قيامك بعمليه التسجيل
يستوجب عليك تنشيط حسابك من خلال رساله
تصل إليك على بريدك الالكترونى حتى يكتمل التسجيل

مع تحيات إداره المنتدى
د/على نور

معجزات رقمية Coolapx
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

معجزات رقمية

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty معجزات رقمية

مُساهمة من طرف cafu الخميس 26 أغسطس 2010, 2:07 pm

المعجزة الرياضية في سورة الكهف

سورة الكهف وهي السورة رقم (18) في ترتيب المصحف الشريف، وقد جاء بسورة الكهف عدد 4 قصص وهي :

1. قصة أهل الكهف .

2. قصة الرجلين .

3. قصة موسى والعبد .

4. قصة ذو القرنين .

ومن العجيب أن قصة أهل الكهف وهي القصة الأولى جاءت في عدد (18) آية قرآنية حصرا وذلك في قوله تعالى ابتداء من الآية (9) وحتى الآية (26) من سورة الكهف :

1. أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً {9}

2. إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً {10}

3. فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً {11}

4. ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً {12}

5. نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى {13}

6. وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهاً لَقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً {14}

7. هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً {15}‏

8. وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً {16}

9. وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً {17}

10. وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً {18}

11. وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً {19}

12. إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً {20}‏

13. وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً {21}

14. سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً {22}

15. وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً {23}

16. إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً {24}

17. وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً {25}

18. قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً {26}) الكهف .

عدد أهل الكهف والإعجاز الرياضي :

أما عن عدد أهل الكهف والذي جاء فيه قول ربنا سبحانه وتعالى في الآية (22) من سورة الكهف قوله تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً) .



وقد جاء بالآية الكريمة عدد (3) إحتمالات في عدد أهل الكهف . . . وهي :

1. أن عددهم (3) ورابعهم كلبهم .

2. أن عددهم (5) وسادسهم كلبهم .

3. أن عددهم (7) وثامنهم كلبهم .

ونلاحظ في هذه الآية الكريمة . . الإعجاز الرياضي التالي :

1. الأعداد التي جاءت في الآية الكريمة هي (3) ، (4) ، (5) ، (6) ، ( 7) ، (8) . . . ومجموعها = (33) .

2. عدد كلمات الآية الكريمة يساوي (33) كلمة أيضا (انظر الرابط الأول) .

3. أي أن مجموع الأرقام التي وردت في الآية الكريمة يساوي عدد كلمات الآية الكريمة . أي أن كل كلمة تساوي واحد . . . وهذا ما سوف نستخدمه فيما بعد .

ولكن عدد أهل الكهف كيف يمكن استنتاجه من الآية :

1. عدد اهل الكهف هو العدد الأخير الذي ذكره الله تعالى في الآية (22) (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ٌ) أي أن عددهم = 7 .

2. وبالتالي يكون كلبهم هو ثامنهم (8) .

3. وتبدأ قصة أهل الكهف من الآية رقم (9) .

4. أي ان عدد أهل الكهف (7) وكلبهم (8) .

5. وأول آيات القصة {الآية (9)} و عدد كلماتها = (10) كلمات . . . .

6. الفرق بين ترتيب الآية في القصة وترتيبها في السورة ابتداء من (1) (9) إلى (18) (26) = (8) وهو إشارة إلى صحة الاحتمال الثالث أن عدده (7) وثامنهم كلبهم والله أعلم .

مدة ما لبث أهل الكهف والإعجاز الرياضي :

يقول تعالى في الآية (25) من سورة الكهف : وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً .

وكما سبق أن أوضحنا في عمر نوح عليه السلام . . . إليك عزيزي المتابع الآتي :

1. هناك في اللغة "سنة" . . . و"عام" ولا يمكن أن يكون المراد بهما شيء واحد . . . فبالطبع هما شيئين مختلفين .

2. وقلنا أن السنة المقصود بها السنة الميلادية في التاريخ الإفرنجي والنة هي طول المدة التي تستغرقها الأرض لتقطع دورة كاملة في مدارها حول الشمس وتستغرقها في 365.25 يوما .

3. ولذلك هناك في السنين الميلادية نوعان :

أ - سنة بسيطة : وهي السنة التي طولها 365 يوما .

ب - سنة كبيسة : وهي السنة التي طولها 366 يوما .

والسنة البسيطة تأتي لمدة ثلاث سنوات متتالية ثم تأتي السنة الرابعة السنة الكبيسة وذلك نتيجة تجميع 0.25 يوم الفرق كل 4 سنوات لتعطي يوما كاملا لتصبح السنة الكبيسة (366 يوما) .

4. أما العام فهو العام الهجري في التاريخ العربي وهو طول المدة التي يقطع فيها القمر (12) دورة شهرية حول الأرض ، وطول العام 354.367 يوما .

5. وبالتالي يكون الفرق بين السنة والعام 10.89 يوما والعامة يقولون أن الفرق بين السنة والعام = 11 يوما تقريبا .

6. وبفرض أن الفرق بينهما = 11 يوما إذن كل 30 سنة يكون الفارق = 11 × 30 = 330 يوما .

7. وبالتالي يكون الفارق كل 32 سنة = 330 + (2 × 11) = 352 يوما .

8. أي انه طول 32 عاما لا يكتمل فارق =354 يوما (طول العام الهجري) .

9. وبالتالي فإنه فقط يكتمل عام كامل بين التاريخ الميلادي والتاريخ الهجري كل 33 سنة .

10. إذن يكتمل 3 أعوام كل 100 سنة .

11. إذن يكتمل 9 أعوام كل 300 سنة .

12. وهذا هو نص الآية الكريمة : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعا(ً .

13. أي أنهم لبثوا 300 سنة ميلادية . . وهذه المدة تعطي (9) أعوام هجرية زيادة وبالتالي يكون مدة ما لبث أهل الكهف في الكهف = 300 + 9 = 309 عاما قمريا .

الإعجاز الرياضي :

1. كما قلنا أن قصة أهل الكهف تبدأ في سورة الكهف في الآية (9) في قوله تعالى : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبا(ً {9} .

2. وأن مدة ما لبث أهل الكهف جاءت في الآية (25) في قوله تعالى : (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) {25} .

3. والآن . . إذا بدأنا نعد عدد كلمات قصة أهل الكهف في سورة الكهف ابتداء من الآية رقم (9) . . . فإن كلمة "أم" تكون الكلمة رقم (1) وكلمة "حسبت" تكون الكلمة رقم (2) . . وكلمة "أن" تكون الكلمة رقم (3) . . وهكذا حتى نهاية الآية الأولى نجد أن كلمة "عجبا" هي الكلمة رقم (10) كما هو واضح في نص الآيات أعلاه . . . وهكذا حتى أول الآية رقم (25) .

4. في الآية رقم (25) نجد أن كلمة "ولبثوا" تكون هي الكلمة رقم (306) وأن كلمة "في" تكون هي الكلمة رقم (307) . . وأن كلمة "كهفهم" تكون هي الكلمة رقم (308) . . .

5. وبالطبع سوف تكون كلمة "ثلاث" هي الكلمة رقم (309) .

6. وبالطبع فإن الرقم (309) لا يمكن وصفه في كلمة عربية واحدة . . ولكن يوصف في عبارة "ثلاث مائة وتسعة" وقد وصفه الله تعالى بقوله : (ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعا) كما تم شرحه سابقا .

7. هذا الرقم (309) بالطبع الكمية الأكبر فيه هي (300) وليست (9) .

8. وبالطبع فإن الرقم (300) يوصف بأنه "ثلاث مائة" ولا يمكن وصفه بأنه (ثلثمائة) لأن ذلك يعني (1/3) مائة وليس ثلاث مائة .

9. والكمية الأكبر في ثلاث مائة هي "الثلاث" وليس "المائة" لأن الثلاث هي 300 وليست مائة واحدة .

10. إذن الكلمة الوحيدة في قوله تعالى التي تفيد المدة التي لبثوها (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) هي كلمة "ثلاث" .

11. وإذا حسبنا أن كل كلمة في قصة أهل الكهف تساوي عام (كما إتضح لنا سابقا تحت العنوان أعلاه {عدد أهل الكهف والإعجاز الرياضي}) . . فإن عدد الكلمات حتى كلمة "ثلاث" في الآية (25) = 309 . . وهو إشارة إلى المدة التي لبثوها وهي تساوي 309عاماً وهذا هو ما أراد الله سبحانه وتعالى أن يخبر عنه وليس أن يخبر عن 300 سنة لأنه لو كان الأمركذلك لاكتفى سبحانه وتعالى بقوله:(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ )فقط.
cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty معنى الأرقام العربية

مُساهمة من طرف cafu الخميس 26 أغسطس 2010, 2:08 pm

معنى الأرقام العربية

نحاول من خلال الشرح الآتي توصيل فكرة حول الأرقام العربية الأصيلة وهي: ونعتمد عليها في جمبع كتاباتنا، ولكن يعتمد هذا على نوعية المستعرض الذي تستعمله ومدى دعمه للغة العربية، فنظام وندوز الرائع أعطى كافة الاختيارات لنوعية رسم الرقم .



الواقع أن الأرقام العربية المسماة في منطقتنا الخليجية والمشرقية بالأرقام الغربية الإفرنجية ما هي في الواقع والحقيقة إلا أرقام عربية أصيلة (من ضمن ما قاله الدكتور عبد اللطيف جاسم كانو من كتابه - الأرقام العربية نبع الحضارة الإنسانية) .

لقد كان العرب في صدر الإسلام يستعملون الأرقام التي كانت متداولة عند عرب الجاهلية قبل الإسلام وهي : حساب الجمّل .

المسلمون والأرقام :

لقد جاء الإسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، وجاءت الآيات القرآنية الكريمة لتؤكد على على مكانة العلم والعلماء ، ومن بين هذه الآيات الكريمة ما جاء في قوله تعالى :

( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة: من الآية11)

فتعلم المسلون العلوم ونبغوا في العديد منها وطوروها واوجدوا علوما جديدة تناسبهم لم تكن موجودة من قبل . وقد اهتم المسلمون بعلوم الحساب والرياضيات ، واخترعوا الجبر وطوروا الهندسة وأوجدوا الأرقام والأعداد العربية المناسبة التي تؤهلهم لأن يقوموا بالعمليات الرياضية والحسابية بيسر وسهولة ، فكانت هذه الانطلاقة العلمية الهائلة هي إحدى ثمار هذا التقدم الحضاري الرائع الذي عاشته الإنسانية تحت راية الإسلام ، فكانت النتيجة الهامة في العصر العباسي حيث أوجد المسلمون الأرقام العربية الجديدة ، بدلا من الأرقام الأبجدية المتداولة آنذاك فطوروها وهذبوها وأدخلوا عليها الشكل المناسب فأوجدوا بذلك في هذه الفترة الهامة من التاريخ الإسلامي نظامين جديدين للأرقام والأعداد استعملا في العالم الإسلامي منذ ذلك التاريخ ، وفي جميع أنحاء العالم فيما بعد .

نظامان للترقيم :

لقد ابتكر العرب المسلمون واستعملوا في العصر العباسي نظامين عربيين للترقيم هما : الأرقام الهوائية ، والأرقام الغبارية . وقد انتشر استعمال هذه الأرقام في الدول الإسلامية آنذاك خلال القرن الثاني الهجري ، وقد طوّر العرب هذه الأرقام ، وهذّبوا معالمها ، وأصلحوا كتابتها ، وحسنوا أشكالها ، فأصبحت آية من الإتقان والضبط والسهولة في الكتابة والقراءة ، وفي هذين النظامين للأرقام اُستعمل الصفر الذي اشتق من دائرة ذات مركز في الوسط ، وقد استعمل الإطار الخارجي للدائرة ليكون الصفر في الأرقام الغبارية . أما الأرقام الهوائية فقد أخذت النقطة المتواجدة في مركز الدائرة لتعبّر عن الصفر .

وقد استعملت الأرقام الهوائية من قبل أبي الجبر والحساب في العالم الإسلامي الجليل محمد بن موسى الخوارزمي في كتابه الشهير (حساب الجبر والمقابلة) (164 هـ - 253 هـ) في عهد الخليفة المأمون ، وقد سميت هذه الأرقام كذلك بالأرقام الهندية أو الأرقام الخوارزمية ، وهي الأرقام المستعملة في المشرق العربي وبعض البلاد الإسلامية ، أما الأرقام الغبارية فهي الأرقام العربية المستعملة في المغرب العربي والأندلس إبان الحكم الإسلامي ، وانتقلت إلى أوروبا والغرب عبر البلاط البابوي في روما ليُطلق عليها هناك اسم (الأرقام العربية Arabic Numbers) ، ولكننا في المشرق العربي نطلق عليها خطأ اسم (الأرقام الغربية أو الأرقام الأفرنجية ، ومهما يكن من أمر فإن النظامين المتبعين في المشرق والمغرب العربي يرجعان إلى أصول عربية واحدة أُستعملت جميعها بإتقان ومعرفة تامة منذ النهظة العلمية للفكر الإسلامي .

لقد سميت الأرقام الغبارية بهذا الاسم لأنها كانت تُ تكتب في القديم على طاولة أو على لوحة تكسوها طبقة خفيفة من الرمل ، وقول آخر يقول :

(وأصل التسمية - الغبار – لا يرجع كما يقول بعضهم إلى نشر الدقيق أو الرمل والكتابة فوقه , وإنما هو مشتق من غبر بمعنى مضى ، ولهذا يسمى خط الغبار أو خط الجناح) .

أما الأرقام الهوائية فقد سميت بهذا الاسم لانها كانت تُـعد وتُـحسب في الذهن .

مزايا وسهولة الأرقام العربية الغبارية وأيضا الهوائية :

لا بد من وقفة سريعة للتحدث عن مزايا الأرقام العربية الغبارية منها والهوائية على حد سواء ، إن هذه الأرقام العربية مكونة من عشرة أشكال بسيطة بما فيها الصفر ، ويمكن تركيب وكتابة أي عدد منها مهما كان كبيرا من هذه الأرقام والأشكال العشرة ن وهذه الميزة أعطت السبق للأرقام العربية بنوعيها على الأرقام على الأرقام الرومانية أو الارقام المكونة من أشكال وحروف عديدة ، وكذلك على الأرقام اليونانية ، أو الأرقام العربية القديمة المرتبطة بحساب الجمّل والمكونة من مجموع الحروف الأبجدية ، كما أن الأرقام العربية سهلة الإستعمال والتركيب والكتابة ، ويمكن فهمها وكتابتها بسهولة تامة وبدون عناء أو صعوبة، وقد جعلها طابعها المنطقي البسيط : سهلة التعليم، ميسرة الفهم ، مطواعة، جميلة الشكل والتناسق . وهي صالحة للنظام العشري ولجميع العمليات الحسابية والجبرية والرياضية التي لم يكن ممكنا القيام بها بدون الأرقام العربية المبسطة، وهذا بطبيعة الحال مكن الأرقام العربية من التحول إلى أرقام عالمية مستعملة في الشرق والغرب والعالم المعروف، وهي أداة علم وتقنية رفيعة بدونها لم تصل الإنسانية إلى ما وصلت إليه من علوم وتطور ورقي وازدهار ناهيك عن سهولة التعامل مع الحاسوب والآلات الرقمية بمختلف أنواعها.



الأرقام العربية الغبارية وعلم الزوايا :

معلوم أن العرب هم الذين ابتكروا الرقم (صفر) وهذا بحد ذاته فتح الآفاق الواسعة أمام علم الأرقام والعدد والرياضيات ، كما وأن الأرقام العربية المستخدمة الآن هي بالأصل أرقام هندية ، بينما الأرقام الإنجليزية المستخدمة دوليا عي أصلا الأرقام العربية التي اكتشفها المسلمون بناء على طريقة الزوايا ، إذ يمثل كل رقم رسما توضيحيا يعتمد على زوايا تقابل ذلك الرقم ، فالعدد (1) يمثل زاوية واحدة ، والعدد (2) يمثل زاويتين ورسمه الأصلي يشبه الحرف Z إلا أنه حرّف إلى شكله الحالي ، والعدد (3) كذلك وهلمّ جرّا . . . إلى أن نصل إلى العدد تسعة وهو مكون من تسع زوايا كما هو مبين بالشكل أدناه لمواقع الزوايا لكل رقم غباري عربي ، ولم يُستعمل نظام الزوايا بالنسبة للصفر بل استعملت الدائرة لأنها ليست رقما أو عددا وإنما هي مكونة من لا شيء ، والقصد من استعمالها هو للدلالة على موقع الفراغ بالنسبة للأرقام ووضعها في الخانات الصحيحة ، لتفرق بين الخانة الآحادية والعشرية والمئوية . . . إلخ .



وهذه الأرقام تسمى باللغة العلمية (الأرقام العربية Arabic Numeric) ، ولن نزيد عن الكلمة العظيمة التي قالها المهندس الإنشائي الكبير البروفيسور (كيني) إذ قال في مقدمة أحد كتبه : (يكفي العرب فخرا أن تكون أرقامهم أساسا لكل علومنا الحاضرة) .

وقد ادخل العديد من التعديل والتحوير على الزوايا المختلفة للأرقام المكونة من مربعات ، حيث حلّت مكان الزوايا الاستدارة والدائرة فأصبحت أكثر سهولة في الكتابة والتركيب والشكل والمظهر .

والعديد من دول العالم في عصرنا الحاضر تستعمل الأرقام العربية الغبارية وتسميها باسمها الحقيقي الأصلي وتنسبها إلى مصدرها العربي الأصلي (Arabic Numbers) ، وهي بالنسبة للعالم المتطور المتحضر موضوع مسلّم به لا يمكن الاستغناء عنه ، وليس له من بديل سواها فهي مطياعة قابلة للاستعمال ، دون مشكلة أو صعوبة فنية ، وهي لغة الحضارة والتقدم وأساس العلم والتقنية المعاصرة ، وهذه الأرقام العربية الغبارية لا تزال بعض المصادر الأجنبية تخلط بينها وبين الأرقام الهندية القديمة فتسميها بالأرقام (الهندية العربية) ، والواقع ان الأرقام الهندية تختلف اختلافا كاملا عن الأرقام العربية الغبارية المستعملة في المغرب ، إلا أن هذه المصادر مصممة على استعمال هذه المعلومات الخاطئة ، إما لعدم الإلمام والاطلاع ، أو لأن هذه المصادر مأخوذة من المراجع الأوروبية التي لم تنتهج المنهج العلمي الدقيق في بحوثها عند الكتابة عن الأرقام العربية آنذاك .

وهكذا كان دور العرب ايجابيا متميزا في تطوير العلوم الحاسوبية والأرقام العلمية ، وفي تطوير الصفر وتهذيبه واستعماله والاستفادة منه ، وكانت الأرقام العربية هي المرتكز الحضاري الهام في تطوير الحضارة الإنسانية ، وما نراه اليوم من تقدم وازدهار في جميع الميادين فإنما يرجع أصله إلى التطور الرقمي وعلم الحساب الذي برع فيه المسلمون ونُقِل عنهم عبر الأندلس إلى أوربا والعالم .



دور العرب في علوم الحاسوب :

بيدأ بما قاله الدكتور علي عبد الله الدفاع في كتابه (نوابغ علماء العرب والمسلمين في الرياضيات) يقول : "ولو أردنا تلخيص مشاركات المسلمين في العلوم الرياضية التي نتداولها الآن لقلنا إن علماء المسلمين في الرياضيات أول من طوّر وألّف نظريات الاعداد ، واخرجوا العدد من نطاقه الهندسي الضيق إلى المفهوم الحسابي والجبري الواسع خلاف ما كان عليه عند الإغريق" ويتابع الكتور قائلا : "لقد ترجم علماء المسلمين ونقل ما توصل إليه اليونانيون والمصريون والبابليون في علوم حساب المثلثات والهندسة ، وزادوا عليه الكثير ، كما ابتكروا علم الجبر وربطوا بينه وبين الهندسة ، ولذا يُعتبرون مُبتكري الهندسة التحليلية ، وطوّر علماء المسلمين ما توصل إليه الإغريق في الهندسة المستوية والفراغية ، وأبدعوا في علم حساب المثلثات الكروية والمستوية ، كما وضعوا جداول في غاية الدقة والإتقان لحساب بعض الدوال المثلثية، واكتشفوا كثيرا من المتطابقات المثلثية" .



الأرقام العربية تغزو أوروبا :

انتقلت الأرقام العربية في أول رحلة لها إلى الغرب عن طريق الكرسي البابوي في عام 999 ميلادية ، فقد كان البابا جربرت الملقب بسلفستروس الثاني (SILVESTER 11) قد تعلم الأرقام العربية التسعة من العرب على الحدود الأسبانية ، وكان بذلك اول رجل من الغرب تعلم تلك الأرقام واستعملها ، وقد انتشرت الأرقام العربية في إيطاليا ثم انتقلت بعد فترة من الشك والريبة إلى بقية دول أوروبا . وكما نرى في عالمنا العربي من اتهامات ظالمة لكل جديد غريب ، فإننا نرى أن البابا جربرت أحيط بالشك واتهم باتهامات غريبة وأطلق عليه لقب "الساحر" وتحدثت المستشرقة الألمانية زيغريد هونكة في كتابها القيم (شمس العرب تسطع على الغرب) عن هذه الاتهامات فقالت : (فإن شخصية هذا الرجل ، الذي حيّر بعلمه معاصريه ، والذي جارى المسلمين في معتقداتهم ، بقيت دائما محاطة بالشبهات) . كما ذكرت هذه المستشرقة المنصفة للعرب وعلومهم : (ولقد نظروا إليه كساحر ، وكفنان غريب ، ونسجوا حوله الإشاعات ، تقول الأسطورة : إنه كان يهرب ليلا من الدير إلى أسبانيا ليتعلم على يد العرب علم الفلك والفنون الأخرى ، وإنه تعلم هناك إحضار الجان وما يضر البشر وينفعهم ، وثمة ، سلب من احد السحرة كتابا خطيرا عن أسرار السحر ، واضطر أن يرهن قلبه لدى الشيطان ليحميه من انتقام ذلك الساحر الذي خدعه) .

وهكذا نرى أوروبا في ذلك الوقت كانت تنظر إلى الأرقام والعلم والحساب والتطور الحضاري ، والرقي ، والانفتاح ، على أنها سحر ودجل جاء بهما الشيطان والسحرة إليهم ، وما هذا بغريب لأن عصور الظلام والتخلف والإنحطاط هي نفسها في كل مكان لا فرق بين مكانها من خارطة العالم فالتخلف والجهل هو واحد في كل مكان وزمان .

ومع ذلك فإن هذه الحادثة الهامة التي قام بها البابا سلفستروس الثاني (SILVESTER 11) باستعمال الأرقام العربية كانت هي أول انطلاقة لاستعمال الأرقام العربية في أوروبا يتبعها بعد ذلك ترجمة كتاب الخوارزمي إلى اللغة اللاتينية ، كما أن العلماء وطالبي العلم الوافدين من أوروبا إلى الأندلس للدراسة والبحث وطلب العلم قد تمكنوا من التأثير المباشر في عملية نقل الأرقام العربية إلى الغرب .

ومن الشخصيات الهامة التي نشرت الأرقام العربية بين الناس في أوروبا شخصيتان تحدثت عنهما الدكتورة زيغريد هونكة هما : توماسين فون زليرا (THOMASIN VON ZEELARE) وليوناردو فون بيزا (LEONARDO VON PISA) . ومع أن التغيير لم يتم في يوم وليلة وإنما اتخذ فترة زمنية ارتبطت بالدراسة والتعليم ثم التيسير والمراجعة ودفع الموضوع إلى عامة الناس على مراحل ليتمكنوا من استيعابها واستعمالها في حياتهم المعيشية وفي تجارتهم وبيعهم وشرائهم. وقد تأثر بلاط القيصر فردريك الثاني بهذا الإشعاع العلمي المنطلق من الشرق المسلم عبر جبال البرنيز من شبه جزيرة إيبيريا الإسبانية وجزيرة صقلية الإيطالية.

cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty الصّفر 0 Zero

مُساهمة من طرف cafu الخميس 26 أغسطس 2010, 2:09 pm

الصّفر 0 Zero

أهميته :

لا شك أن ما يشهده الناس اليوم من تطور وثّاب في الحضارة المادية، قائم على هذا الصفر السحري الذي سُهِّل به الترقيم والحساب، والذي يسّر الله تعالى به طرق أبواب الفضاء، وسخره ليكون قلب التَّقانة الحديثة على اختلاف أشكالها.



وظيفته الأصلية :

للصفر وظيفتان عظيمتان هما : الدلالة على معنى : لا شيء، وملء المنزلة الخالية لحفظ ترتيب المنازل .



أصـله :

اختلف المؤرخون في أصل الصفر ومنبته : فرجح أكثرهم أنه هندي الأصل . كما أن العلماء السابقين الذين تكلموا عن الأرقام الهندية والحساب الهندي، ذكروا الصفر ضمن كلامهم في هذا المقام .

(وقد زعم البعض أن كلمة الصفر العربية تعريب لكلمة الصفر الهندية (Sunya شونيا)، وليس هذا بشيء . يقال أن "الصفر بمعنى الخلو كلمة عربية أصيلة، وُجدت من قبل الحساب الهندي، ومن قبل الإسلام.

ومال البعض إلى أن الصفر ربما كان من اختراع الإغريق أو الرومان، لأن جداول بطليموس الفلكية (المجسطي) {التي كانت في القرن الثاني الميلادي} فيها إشارة للصفر، كما أن بعض المخطوطات العربية في الحساب تتكلم عن الصفر الرومي. إلا أن منهم من اقتصر على نسبة صورة الصفر الدائرية للإغريق دون اختراع أصل الصفر، وذلك لأن الصفر من ابتكار الحضارة البابلية، وزعموا أن الهنود أخذوا الشكل عن الإغريق. وذهب البعض كما في الفقرة السابقة - إلى أن الصفر من صنع الحضارة البابلية: فالبابليون لم يستعملوا رمزا للصفر، لكنهم تركوا مكانه فراغاً إلى أن كان آخر عهد الكَلدانيين - وهو من أصحاب الحضارة البابلية أيضا - فجعلوا للصفر رمزا مميزا .

ورأى بعضهم انه من وضع عربي .

ومنهم من جنح إلى أنه صيني الأصل. لكن دُفع بأن الصينيين إنما اقتبسوا الصفر من الهنود أو العرب .

ويبدو أن القول الأول هو الأسبه لاعتماد المتقدمين له، لأن الأقوال الأخرى لا تستند إلى دليل مقنع.



الصفر والعلماء المسلمون

لم ينس الذين نسبوا الصفر لغير المسلمين، أن ينوِّهوا بدور المسلمين الرائد في تمكين وتوسيع استعماله، قال الدكتور أحمد سليم سعيدان : "إن العرب لم يبتكروا فكرة الصفر ولا شكله، وإنما أخذوهما مع الحساب الهندي، فإن لم يكن لهم فضل في هذا الصدد فلعل فضلهم في ترسيخ استعمال الصفر ليملأ المنزلة الخالية في كل حال بلا استثناء" .

الحضارة الإنسانية لم يكن في مقدورها أن تتطور وتصل إلى ما وصلت إليه من تقدم ازدهار بدون الأرقام العربية، فهي القاعدة الأصلية للعمليات الرياضية وللتقدم العلمي في المجالات الهندسية والاختراعات التقنية، كما أن استعمال الصفر والاستفادة منه وتطويعه من قبل علماء المسلمين يعتبر أعظم ابتكار وصلت إليه البشرية، ومن دونه لما تمكن الإنسان أن يفرق بين مواقع الأرقام، فالرقم العربي بعد ابتكار الصفر أصبح له قيمتان، قيمة مع نفسه أي أنه يمثل العدد المرسوم والمدون، وقيمة أخرى بالنسبة إلى المنزلة التي يقع فيها، أي موقعه بالنسبة للخانات الحسابية، أما الصفر فيملأ الفراغ من المنازل الخالية من الأرقام وهو الذي يعين المرتبة العددية للرقم، والخانة المتواجدة فيها الصفر تعني أنها فارغة من أي رقم حسابي .



شـكله :

ذكر اليعقوبي {وهو أقدم من كتب في هذا الأمر مما وصل إلينا}، والإقليدسي، والبيروني، وكوشيار، وجمشيد، في معرض حديثهم عن أرقام الهند وحسابه أن الصفر دائرة (دائرة أو حلقة) صغيرة. وكذلك ذكر ابن الياسمين الفاسي، وإبن البناء المراكشي عند حديثهم عن أرقام وحساب الغبار .

قال الدكتور أحمد سليم سعيدان : "ومع مجموعتي المشرق والمغرب على السواء إشارة للصفر، هي دائرة صغيرة قد تتخذ الشكل (O)، وقد يصغرها الحاسب حتى تبدو كأنها نقطة( o ) . . . ثم إن المخطوطات الكثيرة في الحساب الهندي، كلها تجمع على كتابة الصفر بشكل دائري، إلا المتأخرة منها فتكتب الخمسة على شكل دائرة وتجعل الصفر نقطة، يستثنى من هذا التعميم بعض كتب حساب اليد . . . وفي هذه الكتب نجد الصفر دائرة أصغر من المألوف وأقرب إلى شكل النقطة . . والجدير بالذكر أن التقليد الهندي لكتابة الأرقام كان يقتضي أن يوضع خط فوق الرقم، وعلى هذا تكون الصورة الكاملة للصفر هي ذاتها الصورة الإغريقية (0) . { لذا نرجح أن شكل هذا الصفر دخيل على الترقيم الإغريقي، وأن أصله هو الصفر الهندي نفسه . . . أما في الحساب الهندي فأخذوا يتخلون عن فكرة وضع خط فوق الرقم أو العدد، فبقي الصفر دارة صغيرة، وفي المشرق أخذت هذه الدارة تصغر حتى صارت نقطة} .



(لكن جاء في تاريخ العلوم عند العرب للدكتور فروخ أن الصفر رُسم نقطة في كتب عربية ألفت منذ سنة 274 هجرية (787م.). وفي الموجز في التراث العلمي العربي الإسلامي، والمدخل إلى تاريخ الرياضيات عند العرب والمسلمين : "أن المسلمين لما اكتشفوا - أو طوَّروا - الصفر عبّروا عنه بدائرة منقوطة الوسط، ثم اختار المشارقة مركز الدائرة وهو النقطة، واختار المغاربة الدائرة دون مركزها. وذكر الدكتور بخاري في كتابه الأرقام العربية أنه وُجد في الصين في أوائل القرن الثامن الميلادي، وفي كمبوديا في أوائل القرن السابع الميلادي التعبير عن الصفر بالنقطة، وكذلك وجد في الأدب الهندي القديم. كما نحب أن نشير هنا إلى أن نسخة مكتبة غازي خسرو بيك بسراييفو من رسالة أبي الحسن علي بن محمد الاندلسي المعروف بالقَلْصادي - نزيل باجة إفريقية - في الحساب، التي سماها: (كشف الأستار عن علم حروف الغبار)، رسمت فيها الأرقام على الطريقة المشرقية - مع أن البعض زعم أن القَلْصادي استعمل الأرقام الغبارية.

ينظر : مشكلة الأرقام لعبد الستار فراج - . والذي نريده هنا أن القَلْصادي لما ذكر الصفر في الصفحة الأولى من الرسالة المذكورة قال : "وهي نقطة صغيرة"، فهذا قد يستدل به على أن القَلْصادي رسم الأرقام على الطريقة المشرقية ولم يكن ذلك من تصرف النساخ . والله أعلم . هذا ، ولينظر الفهرست لابن النديم") .



هل يُعد الصفر رقماً :

اعتبر المؤرخون والحسّابون العرب {حتى عصر متاخر} الأرقام تسعة أحرف فقط . ويوردون الصفر على أنه إشارة لملء المنزلة الخالية، ولا يعدونه رقماً. وقد صرح ابن الياسمين الفاسي بذلك في قوله: "لأن الصفر ليس بعدد، وإنما يدلك على ما بعده إذا كانت المنزلة فارغة" . والله أعلم .

منازل الأرقام :

لقد رتب العرب منازل الأرقام، فالخانة الأولى للأعداد هي خانة الآحاد يليها بعد ذلك خانة العشرات ثم خانة المئات . . . وهلم جرا . . . فإذا أردنا أن نكتب 105 فإننا نضع الخمسة في خانة الآحاد والواحد في خانة المئات وتحديد موقع العدد(1) بالنسبة للخمسة (5) لا يتم إلا عن طريق وضع الصفر فيما بين الرقمين، أي أن خانة العشرات خالية من أي رقم فوضع الصفر فيها هو ملء الفراغ الذي يعني "لا شيء"، وكذلك إذا أردنا كتابة 1005 فإن موقع الواحد ينتقل إلى خانة الألف ويملأ الفراغ الناتج بصفر في خانة المئات وصفر آخر في خانة العشرات وتبقى الخمسة (5) في خانة الآحاد .

والواقع أن الأرقام العربية مع سهولتها وتطورها ومزاياها العديدة إلا أنها لم تستعمل بانتشار واسع في أوروبا إلا في القرن السادس عشر الميلادي لعدة أسباب أهمها التعصب للأرقام الرومانية التي كانت تمثل السلطة الدينية المرتبطة بالكنيسة، كما أن القسم الأكبر من الناس لم يتمكن من أن يستوعبها الاستيعاب الصحيح وخاصة بالنسبة (للصفر)، فهو بالنسبة لهم سرّ غامض أتى إليهم من المشرق لا معنى له بمفرده لأنه لا شيء ، ولكنه في نفس الوقت لديه القوة السحرية لأن ينقل رقم بالنسبة لموقعه من الواحد إلى العشرة أو المائة أو الألف وفي نفس الوقت في إمكانه أن يتعامل مع عمليات الحساب جميعها كالجمع والطرح والضرب والقسمة . . . إلخ .


حديث الساعة :

لقد بقى الصفر حديث الساعة وموضوعها للجدل لدى الأوروبين في القرن السادس عشر ولم يتمكنوا من فهمه إلا بعد جهد كبير، وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه في كتابها "شمس العرب تستطع على الغرب" : "وكان تفهم الناس لمعنى الخانات وقيمة الأرقام في العشرات والمئات أكبر مشكلة واجهت الراغبين في تعلم الأرقام العربية ، وركزت عشرات من كتب الحساب مجهودها في إفهام الناس معنى الخانات وطرق استخدام تلك الأرقام" .

ويتحدث هذا الكتاب عن منظومة ألمانية من شعر العصور الوسطى تبين أهمية موقع الصفر بالنسبة للأرقام العربية وتبين كذلك الصعوبة التي واجهها الناس في تلك الفترة، حتى تحفّظ إليهم في منظومة شعرية تذكرهم بطريقة الترقيم العربية الجديدة التي جاءت إليهم من بلاد المشرق، وقد سُجلت المنظومة الشعرية الألمانية على النحو التالي :

الأرقام تســــعة فاحترس تنطق كلـــــــها دون لبس

ولكن انتبــــــــــه أيضا لي أنا الصـفر لا ينطق بي

دائرة مستديرة متكاملــــة في قيمة في المـعـــامـــلة

إن أضفتني إلى يمنى عــدد أصبح عشرة أمثــــــــاله

وبي تستطيع الترقـــــيم فتتضح الأعداد وتستقــــــيم



* (لاحظ المقطع "دائرة مستديرة متكاملة" يوضح كتابة الأرقام بشكل الصفر على دائرة، وهذا يعني الأرقام العربية الغبارية) .



ويتحدث نفس الكتاب عن الصفر في تعليق منقول عن ترجمة لكتاب الخوارزمي باللغة اللاتينية وُجِد في دير سالم ويرجع تاريخه إلى عام 1200 ميلادية فيقول : (إن الله يتمثل في ذلك الصفر الذي لا نهاية له ولا بداية . وكما لا يمكن للصفر أن يتضاعف أو يقسم، كذلك الله لا يزيد ولا ينقص. وكما أن الصفر يجعل من الواحد الصحيح عشرة، إن وُضع على يمينه، كذلك فإن الله يضاعف كل شيء آلاف المرات، والواقع أنه يخلق كل شيء من العدم ويبقيه ويسيره) .

استقامة الأرقام :

إن الحقيقة التاريخية المؤكدة هي أن علم الأرقام والأعداد والحساب والرياضيات لم ينهض بمستوى علمي معقول متميز فعال إلا على أكتاف علماء المسلمين، في حوالي القرن الثاني الهجري، حيث تمكنوا من إخراج الأرقام والأعداد من نطاق محدود ضيق، إلى أفق واسع متطور، ارتبط بعلم الحساب والجبر والهندسة، وأن المسلمين إبان نهضتهم قد وضعوا مفهوم الصفر الذي هو في الواقع أعظم ابتكار عرفته الإنسانية، وأسست عليه علومها، وتقدمها، وحضارتها الحديثة.

لقد غير إدخال الصفر على الأرقام العربية المفاهيم البالية، وجعل الأرقام تستقيم في مواقعها الصحيحة بسهولة ويسر دون لبس أو تعقيد، والواقع أن الصفر بالنسبة لنا الآن أصبح أمرا سهلا، لا يحتاج إلى تفكير أو عناء، لأننا نتعلمه ونحن أطفال، لكن الوضع كان مختلفا عند ابتكاره وفي بداية استعماله، إذ إنه كان في ذلك الوقت صعب الفهم والاستعمال، ويمكن للمرء الآن أن يتصور كيف ستسير الأمور دون استعمال الصفر، كما أن إدخال الصفر في المعادلات الجبرية العربية قد فتح مجالا وآفاقا جديدة أمام علماء ذلك العصر، لم تكن معروفة قبل ذلك الحين.

لقد استعمل العرب كلمة الصفر للدائرة التي تملأ الفراغ بين الأرقام العربية، وفي نفس الوقت تعني "لا شيء"، وقد أخذ كثير من الشعوب تسمية الصفر من العربية، فالأسبان يسمون الصفر "ثيرو"، والإنجليز والفرنسيين يسمونه "زيرو" أو "صايفر"، وفي اللغة الإيطالية اسمه "زفرو"، ولكن الألمان سموا الصفر "زفر" .



الفكر . . . كائن ينمو :

يقول الأستاذ قدري حافظ طوقان في مقدمة كتابه عن تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك : (فالتراث الذي خلفه الأقدمون والانقلابات التي تتابعت هي التي أوصلت الإنسان إلى ما وصل إليه، وجهود فرد أو جماعة في ميادين المعرفة تمهد السبيل لظهور جهود جديدة، من أفراد أو جماعات أخرى، ولولا ذلك لما تقدم الإنسان، ولما تطورت المدنيات، ذلك لأن الفكر البشري يجب أن ينظر إليه ككائن ينمو ويتطور، فأجزاء منه تقوم بأدوار معينة في أوقات خاصة، تمهد لأدوار أخرى معينة) .

ويتابع الأستاذ قدري فيقول: (فاليونان - الإغريق – مثلا قاموا بدورهم في الفلسفة والعلوم، وكان هذا الدور الذي قام به العرب، وهو الدور الذي مهد الأذهان والعقول للأدوار التي قام بها الغربيون فيما بعد، وما كان لأحد منهم أن يسبق الآخر، بل إن الفرد أو الجماعة كانت تأخذ عن غيرها ممن تقدمها، وتزيد عليه، فوجود ابن الهيثم، وجابر بن حيان لبدأ "غاليليو" من حيث بدأ جابر، وعلى هذا يمكن القول : لولا جهود العرب لبدات النهضة الأوروبية في القرن الرابع عشر، من النقطة التي بدأ منها العرب نهضتهم العلمية في القرن الثامن الميلادي) .



العدد صفر :

يعد الصّفر أوّل الأعداد وأكثرها تبسيطا وأشدها شهرة ودهشة واستعمالا وأهميّة وروعة . وفي الحقيقة، يمتاز هذا العدد بمزايا خاصّة استثنائيّة لا يتمتّع بها أيّ عدد آخر، إذ بعد انتهاء العدد تسعة، تستعين الأعداد بالصّفر من أجل دورة جديدة، وحين يصل العدّ إلى التّسعة عشر، يتدخّل واحد ثان مع الصّفر، من أجل ابتداء دورة جديدة ثانية. من هنا، الصّفر بعد أزليّ، وهو أساس الخلق، والسّر الذي ترتكز عليه كل الأعداد، وإليه تعود في النهاية لتتنامى وتعظم. لذلك يرمز الصّفر إلى الاستمرارية، منه يبتديء كل شيء، وفيه ينتهي كل شيء، ويستحيل على الأعداد الاستمرار من دونه .

الصّفر في أوروبا

في إيطاليا، أدخل الخبير ليوناردو دو بيز (Leonarde De Pese) <1170- 1250>م. الصّفر تحت اسم (Zephirum)، واستعملته إيطاليا حتى القرن الخامس عشر، ثمّ تبدّل الاسم إلى (Zephiro)، وتحوّلت اللفظة إلى (Zero) ابتداء من العام 1491م. . وفي فرنسا، تحوّلت اللفظة من (Cifre) إلى (Zero) ثمّ إلى (Chiffre) . وفي ألمانيا، تبدّلت من (Ziffer) أو (Ziffra)، واليوم تستعمل (Die null) . وفي إنكلترا استعملت لفظة (Cipher)، وحلّت محلّها لاحقا لفظة (Zero) . وفي البرتغال، تعني لفظة (Cifra) الصّفر بمعنى (Zero) . وفي أسبانيا، تحمل (Cifra) معنى (Chiffre)، كما تعني لفظة (Cero) الصّفر أي (Zero) .



الصّفر عند العرب

نعت العرب الصّفر بالخيّر والمظفّر . كان الصّفر يعتبر في الجاهلية شهرا من أشهر النّحس. واختلف في أصل التّسمية، فقال البيروني: (لامتيازهم في فرقة تسمّى صفريّة، وسمّي الصّفر صفرا والسّبب وباء كان يعتريهم فيمرضون، وتصفرّ ألوانهم) . وقال النويريّ : (كانوا يغيرون على الصّفريّة وهي بلاد) . وقال المسعوديّ : (وصفر لأسواق كانت في اليمن تسمّى الصّفريّة وكانوا يحتارون فيها، ومن تخلّف عنها هلك جوعا) .

ويعتقد عدد من الباحثين أنّ الصّفر يشتقّ من فكرة الخلوّ والفراغ، فجاء في اللسان – تحت كلمة صفر – (أنّ العرب سمّوا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من أغاروا عليه صفرا من المتاع) . ويقال في العربية : (عاد صفر اليدين) .

ويعتبر الخوارزمي (780 – 850)م، من أبرز علماء العرب والعالم في الرياضيات، وقيل إنه هو الذي ابتكر الصّفر وجعله عددا مهما في العمليات الحسابية. واستعمل العرب النقطة لتدلّ إلى الصّفر، وبيّنوا دوره في العمليات الحسابية، وأهميّته في تحديد مراتب العشرات والمئات والألوف. ويقول الخوارزمي : (في عمليات الطّرح، إذا لم يكن هناك باق نضع صفرا ولا نترك المكان خاليا لئلّا يحدث لبس بين خانة الآحاد وخانة العشرات . ثمّ إنّ الصّفر يجب أن يكون من يمين العدد، لأنّ الصّفر من يسار الاثنين، مثلا – 02 – لا يغيّر من قيمتها، ولا يجعلها عشرين). وساعد الصّفر في تسهيل المعادلات الجبريّة والحسابية . وعن العرب انتقل إلى أوروبا. وكان العرب نقلوا الأعداد، بما فيها الصّفر، من الهند . وقيل إنّ العرب استعملوا الصّفر مكان الفراغ الذي كان الهنود يتركونه للدّلالة إليه .



الصّفر في بابل

يعتقد العلماء أنّ البابليين هم أوّل من اخترعوا الصّفر، لكنّه لم يكن يمثّل قيمة عدديّة بحدّ ذاته، وهو الصّفر الأقدم في التاريخ. وقد حصل هذا الاختراع في القرن الثالث ق.م. .



الصّفر في مصر

في مصر، لا يتطابق أيّ حرف هيروغليفيّ مع الصّقر، ولم تشر إليه الحضارة المصرية إطلاقا، علما بأنّ عددا من المحاسبين فكّر باختراع مساحة فارغة بعد العدد تسعة. وكانت الفكرة الرّمزيّة صحيحة تماما، فالصّفر هو مسافة التّجدّد. إنّه، تماما، مثل البيضة الكونيّة، يمثّل كل الطاقات .



الصّفر في الهند

في مطلع القرن الخامس ق.م. ظهر الصّفر في الكتابات الهنديّة، وسمّوه الفراغ – سونيا – (Sunya) أو سونيابيندا (Sunyabinda) أي الفراغ – وأطلقوا عليه أحيانا تسمية – خا – (Kha) أي الثّقب، لكنهم لم يرسموه. ويقال إنهم استعملوا الدائرة (o) والنّقطة (.) للدّلالة إليه .



الصّفر في الصّين

في القرن الخامس قبل الميلاد اكتشف الصّينيون صفرا مشابها للصّفر البابليّ . وبعد مرور ثلاثة قرون، اخترع الصّينيون صفرا يحمل قيمة عدديّة .



الصّفر في المكسيك

تعد حضارة قبائل المايا المكسيكية من أكثر الحضارات الأمريكية تطوّرا في تلك الفترة . وقد اكتشفت هذه القبائل مفهوم الصّفر وطريقة استعماله، على الأقل بألفي سنة قبل أن تعرفه أوروبا، فرسمته على شكل صدفة أو حلزون. ومن المعلوم أنّ الحلزون يرمز إلى التّوالد الموسميّ. وفي الكتاب الدّيني بوبول فوه (PopolVuh) يتطابق الصّفر مع تذكار عيد الإله – البطل للذّرة، إثر معموديّته بالنّهر، قبل قيامته وصعوده إلى السماء حيث تحوّل شمسا . وفي مفهوم نموّ الذّرة يمثّل هذا العيد موت البذور في الأرض، وعودتها إلى الحياة من جديد، من خلال بروز نبتة الذّرة. من هنا، يرمز الصّفر المكسيكي إلى الميثولوجيا الكبيرة لعملية التجدّد الدّوريّ. أما علاقة الصّفر بالصّدفة، فهي تربط أيضا بالحياة الجنينيّة. وفي الفن، يرسم الصّفر لدى قبائل المايا، على شكل حلزوني، فيرمز إلى اللامتناهي المفتوح على المتناهي المغلق .



الصّفر في السّحر

في كتب السحر، ترمز الدائرة إلى الكمال، فيدلّ شكلها إلى تناسق لا مثيل له في الأشكال الباقية، إذ تجتمع الشّعاعات في وسطها، في وحدة كاملة، ويعطي شكلها الدائري فكرة دولاب يوحي ديناميّة الحركة والامتلاء، ما يرمز إلى المطلق، وإلى الخلق الإلهي أيضا. وترمز الدائرة، كذلك إلى الحماية، فنجدها في الطلاسم التي نحملها كالخواتم والعقود والصيغة في أشكالها الدائرية. وهي أيضا تمثّل فكرة الزمن ودورة الأيام اللامتناهية. أخيرا، تعدّ الدائرة صورة للسماء الواسعة الخالدة، وكذلك تمثّل الدائرة الصّفر، في شكله العربيّ الأساس، فالصّفر في السحر، رمز للكون، للكلّ، وللفراغ .



الصفر مع الرياضيات

القسمة على صفر ليست لها معنى .. لماذا ؟ .. هكذا قالوا لنا !! منطق بائس ينطوي على خطورة عقلية التلقين على الرياضيات كصانعة للعقل المفكر والناقد، والحال أن العقلية التي نشأت على التلقين والحفظ والتكرار مع تجنب المناقشة والبحث في التفسيرات – لا يمكن لها أن تتخلص من ذلك فتنفي ذاتها .. وهل ينفي الإنسان ذاته ؟! سأحاول في هذه المقالة توضيح بعض المفاهيم الأساسية والتي يعتبرها البعض من البديهيات والمسلمات. ذلك قد يؤدي إلى فتح المجال إلى المطالبة الدائمة بالتفسير .. لماذا ؟ وكيف ؟!


أولاً : القسمة على صفر

نعلم أن 12 ÷ 3 = 4 تعني أنه عند قسمة العدد 12 إلى 3 أقسام متساوية فإن كل قسم = 4.

كذلك فإن 12 ÷ 2 ( إلى قسمين) فالنتيجة 6.

أخيراً 12 ÷ 1 ( إلى قسم واحد ) فالنتيجة تركها كما هي، أي 12.

والآن ماذا بشأن 12 ÷ صفر .. هذا يعني أن المطلوب قسمة العدد 12 إلى (صفر من الأقسام) .. بمعنى ( إقسم 12 .. ولا تقسمه !!) .. هذا بالتحديد ما جعلها غير منطقية، أو بلا معنى.

ثانياً: صفر ÷ صفر

إن قضايا الجدل التي يحدثها الصفر كثيرة وبعضها معقد، فالصفر ليس له معكوسٌ ضربي .. كما أن سن + صن = عن تصبح صحيحة عند ( 0، 0، 0)، والعدد ( 3 / 1 ) 3.00000 يصبح دورياً إذا ما احترمنا الصفر كعدد متكرر .. بمعنى آخر تصبح كل الأعداد في الدنيا دورية .. لهذا فقد تجنب الرياضيون اعتبار الحلول الصفرية وشددوا – في الأغلب الأعم - على ضرورة البحث عن حلول " غير صفرية ". ما يعزز ذلك أن الصفر ينسف ويدمر بالمطلق منطق المقابلة الجبرية في المعادلات ( مفهوم الخوارزمي) القاضي بحل المعادلات التالية بالمقابلة مثل 3س = 15 التي تعني تعني أن 3×س = 3×5 والمقابلة تجبر س على أخذا القيمة 5 !! أما مع الصفر فالمقابلة تعني أن 7 × صفر = 23 × صفر بالرغم من أن العدد 7 لا يساوي العدد 23. ذلك يصلح كمدخل في نظرنا لبدء التعامل مع الكمية صفر ÷ صفر.

لنأخذ المعادلة 5 س = 35 .. التي تكافيء س = 35 ÷ 7

كذلك 4 س = 12 تكافيء س = 12 ÷ 4

والآن صفر × س = صفر تكافيء س = صفر ÷ صفر = أي عدد !!

ذلك بالضبط ما جعل الكمية صفر ÷ صفر = س = كمية غير معينة، لأن الضرب في صفر يقود إلى نتيجة واحدة هي الصفر، فـ 5 × صفر = صفر، - 47 × صفر = صفر ، 235× صفر = صفر .. إلخ .. باختصار : " لما كان ضرب أي عدد × صفر = صفر فإن إعادة قراءة الجملة السابقة تعني أن أي عدد بإمكانه أن يساوي صفر ÷ صفر. لاحظ أن الكمية ( لها معنى) ولكنها غير معينة " أي مفتوحة الاحتمال " !!

من الخطأ الفادح إذاً اعتبار أن صفر ÷ صفر = 1 قياساً على ما يتحقق مع كل الأعداد الأخرى، ولو أعدنا قراءة المقابلة 2 × س = 2 × 3 فإن س = 3 لأن 2 ÷ 2 = 1 ( مع قسمة طرفي المعادلة على 2). ولو اعتبرنا أن صفر ÷ صفر = 1 مثلاً .. لأصبحت كل الأعداد في الدنيا متساوية .. لأنه كما سبق التوضيح صفر × 9 = صفر × 784 .. ما يمنع الاختصار هنا ليست القسمة على صفر .. بل هي الكمية صفر ÷ صفر التي لا تساوي بالضرورة 1 . يشار إلى إمكانية بناء عدد كبير من البراهين الخاطئة والخادعة التي تؤدي إلى نتائج متناقضة .. فيها كلها يتم اختصار الكمية صفر بالقسمة على صفر .. يعني باعتبار أن صفر ÷ صفر = 1 .

والسؤال الذي يعلو: ولكن كيف يمكن حساب الكمية صفر ÷ صفر ، طالما أن 4 × صفر = صفر، 15 × صفر = صفر .. وكلها تحتمل أن تساوي الكمية صفر ÷ صفر العدد 4 أو 15 أو احتمالات لا حصر لها ؟؟


ثالثاً: تعيين الكمية صفر ÷ صفر

إن الكمية صفر ÷ صفر لا تسقط منزوعة من سياق جبري، بل تأخذ وضعها من دالة كسرية تحوي متغيرات، وفيما يلي مزيدٌ من التوضيح:

مثال: أوجد قيمة المقدار ( س2 – 4) / ( س – 2 ) عند س = 2 !!

التعويض المباشر في المقدار يسفر عن الكمية صفر÷ صفر .. غير المعينة ..

فما العمل ؟!

لقد شكلت هذه القضية تحدياً هائلاً للرياضيين عبر العصور ..

وعودة إلى المثال السابق، فإن نهاية المقدار عندما تقترب س من العدد 2 (بلا حدود) ولكن دون أن تأخذ القيمة 2 .. تساوي نها س + 2 ( بعد اختصار المقدار س – 2 من البسط والمقام) وهو ما يجعل المقدار ينتهي عند القيمة 2 + 2 = 4 .. ومن هنا بالضبط تم تعيين الكمية صفر ÷ صفر بأخذها القيمة 4 ( قيمة النهاية) التي تختلف مع اختلاف الدوال والكسور الجبرية، ومن هنا أيضاً تكون مفهوم تعريف الدالة السابقة لتأخذ قيمة الكسر المتغير طالماً أن س لا تساوي 2 وإعطائها القيمة 4 عند س = 2 !!!



الصِّفر ومشتقاته في المعاجم العربية

صِفْرٌ - ج: أَصْفَارٌ. [ص ف ر]. : عَلاَمَتُهُ دَائِرَةٌ بَيْضَوِيَّةٌ صَغِيرَةٌ: (0) أَوْ نُقْطَةٌ: (.) لاَ قِيمَةَ عَدَدِيَّة لَهُ فِي ذَاتِهِ، يَدُلُّ عَلَى العَدَمِ. 1."نَالَ صِفْراً فِي الامْتِحَانِ": لاَ شَيْءَ. "فَازَ الفَرِيقُ بِإِصَابَتَيْنِ لِصِفْرٍ". 2.: إِذَا وُضِعَ الصِّفْرُ عَلَى يَمِينِ عَدَدٍ مِنَ الأَعْدَادِ يُضْرَبُ بِعَشَرَةٍ فِي نِظَامِ العَدِّ العَشْرِيّ: 10 - 20- 30. 3."اِنْطَلَقَ الصَّارُوخُ فِي سَاعَةِ الصِّفْرِ" : ساعَةُ الانْطِلاَقِ حَيْثُ يَكُونُ العَدُّ عَكْسِيّاً 9، 8، 7، 6، 5، 4، 3، 2، 1، 0. 4."سَاعَةُ الصِّفْرِ" : الثَّانِيَةُ عَشْرَةَ لَيْلاً. 5."دَرَجَةُ الصِّفْرِ" : دَرَجَةٌ حَرَارِيَّةٌ تُقَابِلُ الثَّلْجَ الذَّائِبَ. 6."الصِّفْرُ الْمُطْلَقُ" : دَرَجَةٌ حَرَارِيَّةٌ (س 273،15) وَهِيَ أَدْنَى دَرَجَةٍ يُمْكِنُ تَسْجِيلُهَا وَإِدْرَاكُهَا. 7."عَادَ صِفْرَ اليَدَيْنِ" : خَاوِيَ الوِفَاضِ، لَيْسَ فِي يَدَيْهِ شَيْءٌ.

الصُّفْرة من الأَلوان : معروفة تكون في الحيوان والنبات وغير ذلك ممَّا يقبَلُها، وحكاها ابن الأَعرابي في الماء أَيضاً. والصُّفْرة أَيضاً: السَّواد ، وقد اصْفَرَّ و اصفارّ وهو أَصْفَر و صَفَّرَه غيرُه . وقال الفراء في قوله تعالى : (كأَنه جِمَالاتٌ صُفْرٌ) قال : الصُّفر سُود الإِبل لا يُرَى أَسود من الإِبل إِلا وهو مُشْرَب صُفْرة، ولذلك سمَّت العرب سُود الإِبل صُفراً، كما سَمَّوا الظِّباءَ أُدْماً لِما يَعْلُوها من الظلمة في بَياضِها . أَبو عبيد : الأَصفر الأَسود.



وفرس أَصْفَر: وهو الذي يسمى بالفارسية زَرْدَهْ. قال الأَصمعي: لا يسمَّى أَصفر حتى يصفرَّ ذَنَبُه وعُرْفُهُ. ابن سيده: والأَصْفَرُ من الإِبل الذي تَصْفَرُّ أَرْضُهُ وتَنْفُذُه شَعْرة صَفْراء. والأَصْفَران الذهب والزَّعْفَران، وقيل الوَرْسُ والذهب. وأَهْلَكَ النِّساءَ الأَصْفَران: الذهب والزَّعْفَران، ويقال: الوَرْس والزعفران. والصَّفْراء الذهب لِلَوْنها، ومنه قول عليّ بن أَبي طالب، يا دنيا احْمَرِّي واصْفَرِّي وغُرِّي غيري. وفي حديث آخر عن عليّ، يا صَفْراءُ اصْفَرِّي ويا بَيْضاء ابْيَضِّي، يريد الذهب والفضة، وفي الحديث: أَن النبي، صالَحَ أَهلَ خَيْبَر على الصَّفْراء والبَيْضاء والحَلْقَة، الصَّفْراء: الذهب، والبيضاء: الفِضة، والحَلْقة: الدُّرُوع . يقال: ما لفلان صفراء ولا بَيْضاء. والصَّفْراءُ من المِرَرِ: سمَّيت بذلك للونها. وصَفَّرَ الثوبَ: صَبغَهُ بِصُفْرَة، ومنه قول عُتْبة ابن رَبِيعة لأَبي جهل: سيعلم المُصَفِّر اسْتَه مَن المَقْتُولُ غَداً. وفي حديث بَدْر: قال عتبة بن ربيعة لأَبي جهل: يا مُصَفِّر اسْتِهِ، رَماه بالأُبْنَةِ وأَنه يُزَعْفِر اسْتَهُ، ويقال: هي كلمة تقال للمُتَنَعِّمِ المُتْرَفِ الذي لم تُحَنِّكْهُ التَّجارِب والشدائد، وقيل: أَراد يا مُضَرِّط نفسه من الصَّفِير، وهو الصَّوْتُ بالفم والشفتين، كأَنه قال: يا ضَرَّاط، نَسَبه إِلى الجُبْن والخَوَر، ومنه الحديث: أَنه سَمِعَ صَفِيرَه. الجوهري: وقولهم في الشتم: فلان مُصَفَّر اسْتِه، هو من الصِفير لا من الصُّفرة، أَي ضَرَّاط . والصَّفْراء: القَوْس. والمُصَفِّرة الَّذِين عَلامَتُهم الصُّفْرَة، كقولك المُحَمَّرة والمُبَيِّضَةُ. والصُّفْريَّة تمرة يماميَّة تُجَفَّف بُسْراً وهي صَفْراء، فإِذا جَفَّت فَفُركَتْ انْفَرَكَتْ، ويُحَلَّى بها السَّوِيق فَتَفوق مَوْقِع السُّكَّر، قال ابن سيده: حكاه أَبو حنيفة، قال: وهكذا قال: تمرة يَمامِيَّة فأَوقع لفظ الإِفراد على الجنس، وهو يستعمل مثل هذا كثيراً. والصُّفَارَة من النَّبات: ما ذَوِيَ فتغيَّر إِلى الصُّفْرَة. و الصُّفارُ يَبِيسُ البُهْمَى، قال ابن سيده : أُراه لِصُفْرَته.

cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty نظام العدد المصري القديم

مُساهمة من طرف cafu الخميس 26 أغسطس 2010, 2:10 pm

نظام العدد المصري القديم

استخدم المصريون القدماء منذ أكثر من 5000 سنة رموزا للأعداد : الواحد ، العشرة ، المائة ، الألف ، العشرة آلاف ، المائة ألف والمليون . ولم يكن لديهم رمز للصفر ، كما أن نظامهم العددي لم بكن يعتمد على فكرة القيمة المكانية (أو الخانة آحاد - عشرات . . . إلخ) بل إن الرمز كان يكرر كثيرا ربما للدلالة على عدد نراه الآن بسيطا - بعد ابتكار النظام العشري ورمز الصفر وفكرة الخانة - وقد كانت اللغة الهيروغليفية هي لغة قدماء المصريين .

اللغة الهيروغليفية :

وهي لغة المصريين القدماء . تأخرت معرفتنا بفك رموزها إلى عهد قريب ، حيث عثر (شمبليون) أحد ظباط الحملة الفرنسية على حجر رشيد المكتوب بلغات ثلاث : إحداها الهيروغليفية ، وثانيها اليونانية ، وثالثها القبطية . ومن خلال معرفتنا باللغتين اليونانية والقبطية أمكن فك رموز اللغة الهيروغليفية وقراءة ما سجله المصريون القدماء من نقوش ورسوم على جدران المعابد والهياكل فضلا عن آلاف المخطوطات والبرديات في شتى فروع العلم . وقد أطلق الإغريق (اليونانيون) اسم " هيروغليفي " على لغة المصريين القدماء . وهي تعني " الكتابة المقدسة " أو " النقش المصري المقدس " .


أقدم كتاب في الرياضيات :

إن أقدم كتاب في الرياضيات كتبه على ورق البردى كاتب اسمه أحمس (ويسمى قرطاس أحمس أو بردية رايند) كُتب منذ أكثر من 35 قرنا - وهو الآن في المتحف البريطاني - وليسس أحمس هو الذي ألف الكتاب بل نسخه من كتاب آخر أُلف في عهد الملك أمنمحـات الثلث حوالي عام 2200 قبل الميلاد أي منذ حوالى 40002 أعوام . كما ظهرت مخطوطات هامة أخرى في الرياضيات مثل بردية موسكو والتي يعود تاريخها إلى قرابة 1850 قبل الميلاد . وتعتبر برديتا " رايند وموسكو " هما المصدرين الرئيسيين للمعلومات عن رياضيات قدماء المصريين ، وتتضمن البرديتان (110) مسائل ، وتحتوي بردية رايند وحدها على 85 مسألة ، وهي أول وثيقة رياضية مكتوبة اشتملت على العد وكتابة الأرقام وقواعد العمليات الحسابية الأربع والكسور الاعتيادية والمربع والجذر التربيعي وبعض المتواليات والمسائل الهندسية . كما عرفوا كيف يحلون مسائل نلجأ نحن الآن إلى حلها بالمعادلات الجبرية كمسألة تقول : (كومة كلها وسبعها يساوي تسعة عشر) - وكلمة كومة هذه استخدمها قدماء المصريين للدلالة على أية كمية غير معلومة وتُنطق بصوت يماثل آها (Aha) فإذا صغنا المسألة في لغة العصر لجاءت هكذا (عدد إذا جمع كله على سبعة كان الناتج تسعة عشر) . ومن مبادىء الجبر نعرف أن هذه المسألة يمكن حلها بالمعادلة :

س + س/7 = 19 إذن 8/7 س = 19 إذن س = 133/8 أي أن س = 5/8 16 ولا تأخذ هذه الطريقة في الحل سوى عشر الوقت الذي تأخذه في قراءة الحل كما جاء في قرطاس أحمس - حيث كان يكتب الحل كقطعة طويلة من الجدل الفلسفي . ومن أراد أن يعرف كيف حُلت هذه المسألة في كراس أحمس (بردية رايند) فليرجع إلى كتاب (مقدمة في تاريخ الرياضيات) تأليف الأستاذين د/وليم تاوضروس عبيد ، د/عبد العظيم أحمد أنيس حيث ذكرا في صفحة كاملة ملخصا للحل كما جاء في الأصل .

ومن المسائل التي وردت أيضا في بردية أحمس مسألة تقول : (عدد إذا أضيف إليه ثلثاه ثم أخذ ثلث الناتج يتبقى عشرة فما هو العدد ؟) (من كتاب - أصول تدريس الرياضيات - أ . د . نظلة حسن أحمد . وباستخدام التعبير الرمزي الحديث فإنه يمكن كتابة المسألة هكذا :

س + 2/3 س - 1/3 (س + 2/3 س) = 10 ومنها يمكن إيجاد قيمة س حيث س = 9 وهو العدد المطلوب . أما طريقة المصريين القدماء في حل هذه المسألة فهي أن تأخذ (1/10) العشرة يتبقى 9 ، ثلثا 9 هي 6 بجمعه عليها يكون 15 وثلثه 5 وهي التي أخذت فيكون العدد هو 9 .

ورق البــردى :

ورق البردى نوع من المواد التي يكتب عليها - كان قدماء المصريين يصنعونه من نبات البردى ، وكان نبات البردى ينمو في المياة الضحلة على شاطىء النيل ، وكانت سيقانه تأخذ وتقطع إلى شرائح رقيقة توضع جنبا إلى جنب مكونة ورقة بالاتساع المطلوب - ثم يوضع فوقها طبقة أخرى ، ثم تنقع الطبقتان في الماء ، ومن المعتقد أن في هذا النبات صمغ طبيعي (أو على الأرجح مادة النشأ) يؤدي إلى تماسك الطبقتين معا عندما تتركان لتجفا في الشمس ، وبذلك تكون مهيأة للكتابة عليها . وكان الذي يستخدمها يعرف بالناسخ أو الكاتب ، فإذا أراد مؤلف أن يخرج كتابه عهد به إلى عدد كبير من النساخ يبذلون فيه الجهد الكبير بكتابته باليد حتى إذا انتهى النساخ من تدوين الكتاب لُفَّت أوراقه ووضعت في صندوق صغير يضم إلى مكتبة تقوم عليها حراسة مشددة ، وقد وجدت آلاف البرديات التي حفظها جو مصر الجاف في شتى ميادين العلم والمعرفة .



اختراع الورق : تسـى آي لون (105م)

هذا الرجل الصيني - تسى آي لون - هو الذي اخترع الورق وكان يعمل موظفا بالبلاط الإمبراطوري الصيني . وقد حصل العرب على الورق الصيني في القرن السادس ثم نقلها الأوربيون عنهم . وتطورت صناعة الورق عن طريق العرب - كانت الكتب بجميع أنواعها غالية الثمن إلى الحد الذي جعلها في متناول الأغنياء فقط والبارزين من رجال المجتمع ، وقد كانت هذه الكتب مكتوبة باليد وأوراقها من نبات البردى أو من الجلد ، أما صناعة الورق الحديثة فإنها تعتمد على استخدام القطن والكتان ، كما يعالج الورق معالجة خاصة أثناء التصنيع لزيادة درجة بياضه ولزيادة نعومة سطحه وجودته بصفة عامة . كما انه تتم إضافة بعض المواد لإطالة عمر الورق لأعوام مديدة ومقاومته للآفات الحشرية وذلك حسب الغرض المطلوب .

أهرامـــات الجــيزة :

برع قدما المصريين في قياس الزوايا والأطوال وحساب المساحات والحجوم والمكاييل ، ومثال على ذلك الدقة الموجودة في بناء الهرم فزوايا قاعدة الهرم بين ( 89,56 درجة) ، (90,30 درجة) أي ان نسبة الخطأ لا تتعدى + 0,07 % بينما طول ضلع القاعدة يبلغ حوالى 227 مترا ، والفرق بين أطول أضلاع القاعدة وأصغرها لا يتعدى 0,20 مترا ، واتجاه كل جانب من جوانب الهرم يكاد يكون متوازيا تماما للجهات الأصلية الأربع وهي الشمال والجنوب والشرق والغرب . كما لوحظ أن نسبة طول جانب الهرم إلى ارتفاعه = ط . وأن عملا ضخما بهذا الإتقان لا بد وان يحمل بين طياته مهارات رياضية فائقة كان قدماء المصريين يمتلكونها ، وهناك آثار أخرى مثل المسلات والمعابد تحمل نفس المعنى .

حجم الهـــرم الناقـص

احتوت برية موسكو على مثال عددي يدل حله الموجود في البردية على دراية الرياضي المصري قبل 4000 عام تقريبا بقانون حجم الهرم الناقص ذي القاعدتين المربعتين والذي نصه الحالي :



ح = 1/3 ع (أ2 + أ ب + ب2) حيث ع ارتفاع الهرم ، أ طول إحدى القاعدتين المربعتين ، ب طول ضلع القاعدة الأخرى ، وقد كانت المسألة كما يلي : (إذا أخبرت أن هرما ناقصا ارتفاعه الرأسي 6 وضلعه 4 في القاعدة ، 2 في القمة . فإن عليك أن توجد مربع هذه الأربعة فيكون الناتج 16 ، وعليك أن تضاعف 4 فينتج 8 وعليك أن توجد مربع 2 فيكون الناتج 4 . اجمع ما حصلت عليه 16 ، 8 ، 4 فينتج 28 . خذ 1/3 الارتفاع 6 ينتج 2 ضاعف الـ 28 فينتج 56 . سوف تجدها صحيحة .

وبتطبيق القانون الحالي فإن ح =1/3 × 6 (( (4)2 + (4)(2) + (2)2 )) = 2 (16 + 8 + 4) = 56 وهي نفس النتيجة بمنتهى الدقة كما حسبها المصريون القدماء .



النسبة التـقـريـبـية :

عرف المصريون القدماء أن محيط الدائرة يمكن قسمته على قطرها فيعطي عددا ثابتا قيمته غير محددة . وفي بردية أحمس أن مساحة الدائرة = مربع 8/9 قطرها وهذا يعني أن قيمة ط = 3,16 تقريبا وهي كما ترى قريبة إلى القيمة الصحيحة والتي حسبها الرياضي العربي غياث الدين الكاشي (المتوفى سنة 839 هـ. - 1436 م.- إلى ستة عشر رقما عشريا في كتابه الرسالة المحيطة) هكذا : ط = 3,1415926535898732 وقد ذكر الخوارزمي - مؤسس علم الجبر - في كتابه " الجبر والمقابلة " عدة أقوال في النسبة التقريبية كلها قريبة من بعضها البعض ثم ذكر حاشية (ملاحظة) قال فيها : (وأحسن ما في هذه الأقوال أن تضرب القطر في ثلاثة وسبع لأنه أخف وأسرع والله أعلم) . وثلاثة وسبع = 22/7 هي المعتبرة في حالة عدم ذكر قيمة النسبة التقريبية وهذا من عمل الخوارزمي .

وفي عام 1882 أثبت لندمان Lindemann لأول مرة أن ط غير نسبي وبالتالي فليست هناك نهاية للرقم العشري لقيمة ط . وخلال العشرين سنة الأخيرة جرى حساب قيمة ط باستخدام الحاسب الآلي لأكثر من مائة مليون رقم عشري ، وتلك هي الخطوة الأخيرة في جهود استمرت 2500 سنة لحساب قيمة ط بدقة.





وقد كان الهدف من حساب قيمة ط بهذه الدقة المتناهية هو حساب محيط الأرض ومسألة (تربيع الدائرة) - فبالنسبة لحساب محيط الأرض فيكفي أن نعلم أن قيمة ط لتسعة وثلاثين رقما عشريا كافية لحساب محيط الأرض بخطأ أقل من نصف قطر ذرة الهيدروجين . أما مسألة (تربيع الدائرة) فهي محاولة رسم مربع مساحته تساوي مساحة دائرة معلومة . وهذا يتطلب دقة متناهية في حساب قيمة ط وقد توقف بحث العلماء في هذه المسألة - تربيع الدائرة - بعد أن أثبت لندمان أن ط عدد غير محدد (عدد غير نسبي) وبهذا ثبت استحالة (تربيع الدائرة) بعد أن شغلت هذه المسألة العلماء قرونا طويلة .

تفاصيل مختلفة للمواضيع المذكورة أعلاه لمن رغب في الاستزادة

اقتصرت الموضوعات العلمية التي اهتم بها المصريون القدماء على الرياضيات والفلك والطب والكيمياء وما وجدناه يدل على التطور والرقي الذي وصل إليه المصري القديم في هذه العلوم وكانت الدقة من أهم صفات المصري القديم التي مكنته بجانب العلم من عمل هذه الصروح على أسس علمية صحيحة.

الرياضيات:

ما تم أكتشافه عبارة عن مسائل رياضية وتمارين حسابية وحلولها النموذجية ولكننا لا نجد نظريات ولا قواعد ومثال على ذلك ما وجدناه في بعض البرديات مثل بردية " رند" حيث وجد فيها جدول لقسمة الأعداد الفردية على 2 وبعض المسائل الحسابية مثل :-

-قطعة أرض مستديرة قطرها 9 خت (قراريط) أوجد مساحتها.

-وعاء مستدير ارتفاعه 9 أذرع وقطره 6 أذرع ما كمية الحبوب التي تملؤه؟

القياس:

كان عيار الكيل هو:-

بوشل ( البوشل مكيال للحبوب يساوي 8 جالونات تقريباً أي 32 لتراً ونصف لتر)

أما بالنسبة للسوائل كانت هناك أكيال ذات مسميات أخرى، ولكن لم نستطع مساواتها بأي الوحدات الموجودة حالياً .

ولقياس الأطوال استخدموا نوعين هما:-

الذراع الملكي (الطويل) يساوي 52.3 سم وكان يستخدم في المعمار.

والثاني هو الذراع العادي ( القصير) يساوي 45 سم.

أما في المسافات استخدموا وحدة تسمى الوحدة النهرية تساوي 10305 كم أي 20 ألف ذراع.

أما في المساحات والأوزان :-

فكانت وحدة المساحة هي:- مست جات =100 ذراع مربع 2/3 أكر (الأكر = 4آلاف متر)

أما وحدة الوزن هي:-الدبن = 91 جرام

قياس الزمن:

كان قياس الزمن بالسنوات حيث كانت السنة تتكون من 12 شهراً كل شهر 30 يوماً والشهر 3 أسابيع كل أسبوع10 أيام وفي نهاية السنة كان يضاف 5 أيام مكملة ليصبح عدد أيام السنة 365 يوماً .

كما وقسمت السنة إلي 3 فصول كل منها 4 أشهر هي:-

فصل الفيضان ، فصل الشتاء ، فصل الصيف .

وكان اليوم 24 ساعة يتساوى فيها عدد ساعات الليل والنهار. كذلك كان طول الساعة الزمنية يختلف حسب الفصول. ولقياس الزمن استخدموا المزاول والساعات المائية وكان يصاحب الساعة المائية تدريج لتعديل طول الساعة الزمنية حسب الأشهر.

الفلك:

عني المصريون بدراسة الفلك وساعد على ذلك مناخ مصر الجاف حيث تخلو السماء من الغيوم إلا في القليل النادر من ثم تكون دراسة السماوات سهلة ميسرة. وكانت مواضع المجموعات ومسارات الكواكب معروفة وذلك لان عمليات الرصد بدأت في وقت مبكر.

وكانت أهم مجموعتين من النجوم هما :نجوم الدب الأكبر السبعة و التي كانت معروفة بالنجوم الخالدة أما المجموعة الثانية فهي : اريون (ساحو) والذي كان يعتبر معبودا. وأهم النجوم التي عرفوها هو النجم الشعري (سيروس ) أو سوتيس، و تكمن أهميته أن ظهوره كان دليلا على الفيضان وكان يحتفل بظهوره في الفجر في الصيف كعيد ديني وكانوا يعتبرون هذا النجم روحا لايزيس، وهناك أسطورة تقول ان الدموع التي تسكبها ايزيس عند الذكرى السنوية لموت زوجها اوزوريس هي التي تأتي بالفيضان..

وكانت هناك نصوصا وجدت على توابيت من الأسرة 9 وعرفت هذه النصوص باسم التقديم القطري أو ساعة النجوم القطرية ، وهذه النصوص تعطي اسماء الديكونات (أي النجوم التي تظهر كل 10 ايام وقت شروق الشمس واحصوا منها 36 نجما) وكانت هذه النصوص توضع علي مقبرة الميت لمساعدته على تمييز أوقات الليل والنهار، وقد تطورت هذه النصوص بعد ذلك فأصبحت اكثر دقة . (كما في مقبرة رمسيس السادس). كما وجد في مقابر بعض ملوك الدولة الحديثة تمثال لرجل جالس معه شبكة من النجوم، ووجد أيضا في النصوص المرافقة ( المتعلقة باليومين الأول والسادس عشر من كل شهر) مواقع للنجوم عن كل ساعة : نجم فوق الأذن اليسرى ثم نجم فوق الأذن اليمنى وهكذا دواليك.

بالنسبة لمواقع الأبراج فإنها دخلت في الأرصاد الفلكية المصرية في العصريين البطلمي واليوناني.

أما بالنسبة للسنة ومدتها فقد استبعد الفلكيون السنة القمرية المكونة من 360 يوما ولكن مع الاحتفاظ بتقسيم السنة إلى 12 شهرا يضم كل منها 30 يوما ثم أضافوا 5 أيام زائفة ليجعلوا السنة تتفق مع الحقائق الفلكية وقد كان هناك تقويمان في العصر الفرعوني هما: التقويم المدني (الرسمي ) والتقويم الشمسي (الفلكي) .

والتقويم الرسمي تتكون فيه السنة من 365 يوما ولا توجد سنوات كبيسة بمعنى أن السنة كانت تفقد يوما كل 4 سنوات وقد ارتبط هذا التقويم بحادثة فلكية واحدة وهي الشروق السنوي للنجم (سيروس أو سيريوس) مع شروق الشمس نفسها ( شروقاً شمسيا) وقد تم تحديد هذا اليوم حسب التقويم اليولياني ( نسبة إلي يوليوس قيصر) وهو يوم 19 يوليو.

أما بالنسبة للتقويم الفلكي (الشمس) فهو يتكون من 4/1 365 يوما لذا كان يضاف يوما كل أربع سنوات للتقويم مما جعل بمرور الوقت السنة الرسمية (المدنية) تسبق السنة الفلكية بشهر كل 120سنة

كما نجد التقويمين يتطابقان كل 1460 سنة لمدة 4 أيام .

وكان التقويم الفلكي يستخدم في الزراعة وتحديد الأعياد الدينية وقد قام أحد اليونانيين (يدعى سنسورنيوس ) باستنتاج تاريخين لسنتين حدث فيهما شروقاً شمسياً للنجم سيريوس أيام الفراعنة ، كما وصلت إلينا نصوص تذكر أيام الشروق الشمس للنجم سيريوس .

وتكمن أهمية هذه التواريخ في معرفة أزمنة حكم الملوك الذين حدث أثناء حكمهم شروق شمسي للنجم سيريووس بفضل النصوص التي وصلت إلينا بتلك الفترة



لكتابة في مصر القديمة

لقد عني المصري القديم بتسجيل كل شئ كتابة من أصغر حدث إلي أعظم ما يمر به ، بداية من طريقة معيشته مروراً بمشاكله والأفكار التي تشغله.كما دون بعض النصوص الأدبية لكنها لم تصل إلينا كاملة أما النصوص الدينية التي كانت منتشرة في المقابر، فهي أكمل شئ وصل إلينا. وبسبب ذلك اهتم المصري بالكتابة اهتماما شديداً وعمل على تطويرها لتناسب احتياجاته وظروفه.

أما أصل الكتابة شأنه مثل نظائره بين الأمم البدائية أي بدأت الكتابة على هيئة صور و قد ظل المصريون يستعملون الصور لفترة طويلة اما الأمم الأخرى فقد طورت كتابتها إلي رموز.و كانت حضارة سومر (حضارة نشأت في جنوب العراق)هى التي أرشدت المصريين إلى أصول الكتابة بالرموز ومنها ظهرت الكتابة الهيراطيقية (الخط الكهنوتي)التي كان المصريون يستخدمونها في الأغراض الدينية و أول ما ظهرت الهيراطيقية كان هناك أختلاف بينها و بين السومرية ثم حدث تطور على الكتابة الهيراطيقية حتى فقدت أي تشابه بينها وبين أصولها.أما الهيروغليفية فهي كتابة ظهرت بعد ذلك, كانت تستخدم للأغراض الدنيوية و كانت تعتمد علي الصور.

ثم تطورت الكتابة الهيراطيقية إلي كتابة أسرع منها وأصعب قراءة سميت بالديموطيقية (أغراض دنيوية) وظلت مستعملة حتى العصر المسيحي .

ثم هجر المصريون الديموطيقية ولسنا ندري لماذا؟ هل بسبب خطوطاتها المعقدة أم بسبب آخر ؟ وكتبوا اللغة المصرية بحروف يونانية ثم أضافوا بضعة حروف مشتقة من الهيروغليفية لتمثل الأصوات التي لا توجد في اليونانية وسميت بالقبطية وظلت مستخدمة حتى القرن السابع عشر ولا تزال مستخدمة في طقوس الكنيسة القبطية .

وكانت الهيروغليفية تكتب من اليمين إلي اليسار أو العكس أحياناً أو من أعلى إلي أسفل أما الهيراطيقية والديموطيقية كانتا تكتبان من اليمين إلي اليسار دائماً .

أدوات الكتابة:

أول ما بدأ المصري الكتابة ,كان يكتب علي الحجارة ثم ظهرت بعد ذلك ورق البردي (نبات البردي كان ينمو في مصر بكثرة في المستنقعات والبرك ولكنه لا يوجد الآن في النيل ابتداء من شمال الخرطوم)

والطريقة التي استخدمت لصنع ورق البردي من سيقانه هي:-

1. تقطع سيقان البردي الطويلة إلي أجزاء أصغر طول 30 سم ثم ينزع منها القشر.

2. يقطع اللب الناتج طولياً إلي شرائح رقيقة ترص متجاورة.

3. ترص فوق الطبقة السفلية طبقة أخرى من الشرائح بنفس الطريقة حيث تكون متعامدة عليها.

4. تكبس الطبقتان معاً أو تقريان حتى تلتحما.

ولم يستخدم المصري القديم أي مواد لاصقة سوى العصارة الناتجة من عملية الضرب أو الكبس وهي عصارة طبيعية تحتوي على النشا.

كما استخدم المصري مواد كتابية أخرى غير الورق منها رقائق الحجر الجيري الأبيض وكسر الأواني الفخارية واستخدموا أيضاً ألواح الخشب بعد كسوها بالجص.ومثل هذه الأدوات كانت مخصصة لأغراض مؤقتة مثل التمارين المدرسية أو المسودات أو المعاملات الغابرة أو الخطابات أو سجل حضور العاملين. بالإضافة إلى أستخدامهم أيضاً الجلد المكسو وفي العصر المتأخر استخدم في التدوين العاج والطين والكتان وحتى البرونز.

و قد كانت لوحة الكاتب الحجرية أبعادها من 20- 43 سم طول و5-8 سم عرض و510 سمك، وعند إحدى حافات اللوحة يوجد تجويفان أو أكثر لوضع الألوان حيث يوضع اللون الأحمر في التجويف الأول واللون الأسود في التجويف الثاني وأي لون آخر في أي تجويف آخر أما الألوان فكانت على صورة أقراص جافة، اللون الأسود كان مصدره الكاربون واللون الأحمر مصدره منطقة المغارة الحمراء وكانوا يعدون أقراص الألوان عن طريق هي خلط الصبغة بمحلول صمغي مخفف فيتخثر المداد عند الجفاف أما إذا أراد إذابة المداد مرة أخرى يكفيه غمس الفرشاة في الماء و تمريرها فوق سطح القرص (مثل الألوان المائية). وكانت الفرشاة تصنع من سيقان البوص بقطع طولها من 15- 25 سم ويشطف طرفها شطفاً مائلاً ثم يهرس السن بفصل الألياف عن بعضها وأحياناً كانت أقلام البوص تستخدم مثل الريشة، ويتم ذلك عن طريق شق السن من الوسط. بدلا من هرسه بعد الشطف.

فك رموز اللغة الهيروغليفية:

بعد أن أسدل التاريخ الستار عن الحضارة المصرية القديمة ونسي العالم اللغة الهيروغليفية وكل ما يتعلق بقراءتها وكتابتها حدث اعظم كشف في علم المصريات عام 1799 (وذلك أثناء حفر الأساسات لتقوية قلعة سميت بعد ذلك بقلعة جوليان البريطانية في رشيد) عثر أحد العسكريين البريطانيين ويدعى "بوشار" على الحجر الذي نسميه الآن حجر رشيد وعندما عرض هذا الحجر على المتخصصين في بريطانيا أدركوا أهميته حيث وجدوا فيه نصاً هيروغليفياً تم ترجمة يونانية يمكن قراءتها .

وجدوا أيضاً نفس النص مكتوب بالخط الديموطيقي . وبذلك نجد أن الحجر يحتوي على لغتين : اللغة اليونانية واللغة المصرية بخطين مختلفين ولمدة 20 عاماً من وصول الحجر لبريطانيا عكف الدارسون في محاولة لفك الرموز. و بالفعل حدث أول نجاح عام 1820م على يد أحد الدبلوماسيين السويديين يسمى" توماس اكربال " الذي تمكن من التعرف على عدد من الأسماء مثل : بطليموس وذلك بمقارنة النص اليوناني بالنص الديموطيقي كما تم التعرف علي بعض الكلمات الأخرى.

وبعده تمكن "توماس يونج " من إثبات أن العلامات والرموز الهيروغليفية المكتوبة داخل الإطار البيضاوي ( الخرطوش) هى اسماء الملوك، ولكنه اخطأ الخصائص الصوتية لهذه الرموز .

ولم يتحقق بعد ذلك أي نجاح يذكر حتى ظهر العالم الفرنسي شامبليون (1790-1832)الذي كان له أعظم التأثير في معرفة طريقة قراءة وكتابة اللغة الهيروغليفية، وما أهله لذلك هو إتقانه للغة القبطية في سن مبكرة فترجم النص اليوناني إلي القبطية وعن طريقه نجح في التوصل إلي بعض قواعد نقش الهيروغليفية ثم بحث عما ترجمه الي القبطية في النص الهيروغليفي للاهتداء إلي الكلمات الهيروغليفية المقابلة لمثيلاتها في القبطية ولكنه وجد صعوبة شديدة لأن النص الهيروغليقي كتب حسب العادة المتبعة بدون فواصل بين الكلمات وبعد تمكنه من حل كثير من الرموز استخدم الأسلوب العكسي ليترجم من الهيروغليفية إلي القبطية ما استطاع تمييزه منها ليعرف معناها ،ولكن هذه الطريقة لها محاذيرها حيث أن الكلمات الهيروغليفية التي دخلت إلي اللغة القبطية عددها قليل جداً بالنسبة لمجمل الكلمات الهيروغليفية وأيضاً بسبب تطور الكلمات القبطية بحيث يصعب معرفة أصولها . لذا فقد استخدم بعد ذلك الاستنباط عن طريق الوصول إلي المعنى من ورود الكلمة في أكثر من سياق وكذلك أمكن الرجوع إلي اللغة العبرية التي حافظت على كثير من الكلمات المشتركة في مجموعة اللغات السامية. و بذلك أمكن الكشف عن كثير من معان اللغة المصرية القديمة.

و بذلك نكون قد انتهينا من جزء اللغة و الكتابة نرجوا أن نكون قد ألمينا به من جميع الجوانب.

الكتابة على الجدران:

وفي مصر القديمة كان تعلم النسخ يستغرق 12 عاما بأكملها والهدف الرئيسي من هذا التعليم هو التدريب علي قراءة وكتابة الرموز المصورة في نظام الكتابة المصرية المعروفة بالهيروغليفية. وكلمة "هيروغليفي " منحوتة من ازدواج كلمتين إغريقيتين : "هيرو" بمعني "المقدس" و"غليف" بمعني"النحت".

ظل العالم لعدة قرون لا يستطيع في الواقع قراءة اللغة الهيروغليفية المصرية. ولكن في عام 1799 تم العصور علي حجر رشيد المشهور في مدينة رشيد في غرب الدلتا. والحجز نسخة من مرسوم ملكي صدر في منف في عام 196 قبل الميلاد. اصدرة الكهان تخليدا لذكرى بطليموس الرابع.

وهو مكتوب بلغات ثلاث : الهيروغلفية المصرية والعامية المصرية او الديموطيقيه ثم الإغريقية. كان النص الإغريقي سهل القراءة وبناء علية أمكن تمييز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. ثم اكتشف العالم البريطاني توماس ينج إن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية وان الأسماء الملكية مكتوبة داخل إشكال بيضاوية تدعي "خ

راطيش " وهذا الكشف الذي أدى إلي فك رموز الهيروغليفية حققة العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون.

حجر رشيد

وجد الحجر عام 1799 من قبل واحد من الضباط الفرنسيين، وفي عام 1801أخذ إلى الجيش الرسمي البريطاني ليوضع بعد ذلك في المتحف البريطاني. النقش كان مكتوباً في لغتين: المصرية واليونانية والكتابة المصرية مكتوبة بنقشين: الهيروغليفية والديموطيقية الهيروغليفية(الكتابة المقدسة) الديموطيقية(الكتابة المتسلسلة أو المقطعية) النص الإغريقي هو ترجمة للنص المصري. العالم (جان فرانسوا شامبليون) نجح في فك شيفرة الكتابة الهيروغليفية.

تفصيلات عن حجر رشيد : قصة فك ألغاز اللغة الهيروغليفية

الكتاب: حجرة رشيد

قصة فك ألغاز اللغة الهيروغليفية

تأليف: روبير سولي ودومينيك فالبيل

الناشر: بروفايل بوكس ـ لندن 2001

الصفحات: 184 صفحة من القطع المتوسط





مؤلفا هذا الكتاب رجل وامرأة. أما الرجل فهو روبير سولي الروائي الفرنسي ذو الأصل المصري، فقد ولد في القاهرة وكبر فيها حتى سن الثامنة عشرة. وبعد ذاك سافر إلى فرنسا لإكمال دراساته ثم استقر فيها وأصبح كاتباً معروفاً وصحفياً أيضا. من أولى رواياته «الطربوش» التي نال عليها جائزة المتوسط عام 1992. ومن أهم كتبه الفكرية «مصر، هوى فرنسي قديم»، ثم كتاب بعنوان «علماء بونابرت»، أي العلماء الذين رافقوا نابليون في حملته على مصر في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر.


أما الباحثة دومينيك فالبيل فهي مديرة معهد أوراق البردي وعلم المصريات القديم في جامعة «ليل الثالثة» بشمال فرنسا. كما أنها رئيسة الجمعية الفرنسية للدراسات المصرية. وتعتبر كتبها مراجع أساسية لمن يريد الإطلاع على الحضارة الفرعونية أو المصرية القديمة. نذكر من بينها: تاريخ الدولة الفرعونية (1998)، ثم الحياة في مصر القديمة (1988)، ثم علم المصريات (1991)، ثم الدولة والمؤسسات في مصر القديمة، من الفراعنة الأوائل إلى أباطرة الرومان (1992).

هذا وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الإنجليزية الباحث ستيفن ريندال المقيم حاليا في فرنسا، وهو مختص بترجمة الكتب من الفرنسية والألمانية إلى الإنجليزية.

ومنذ البداية يقول مؤلفا الكتاب: ربما كانت حملة نابليون بونابرت على مصر فاشلة عسكرياً وسياسياً. ولكنها كانت ناجحة علمياً وثقافياً. فقد رافق الإمبراطور أكثر من مئتي عالم من شتى الاختصاصات، وهم الذين أسسوا علم المصريات القديمة وجمعوا معلومات هائلة عن وادي النيل وحضارته. ولكن أشهر حجرة أثرية اكتشفها علماء نابليون هي تلك الحجرة التي عثروا عليها في يوم 19 يوليو عام 1799 بالقرب من مدينة صغيرة تدعى «رشيد» وقد اكتشفها بالصدفة بعض الجنود والعمال الذين كان يقودهم ضابط شاب يدعى «بوشار». فقد وقعوا على حجرة من الجرانيت الأسود ما كان ينبغي أن توجد هنا أبداً. وعندئذ ابتدأت مغامرة علمية لا تكاد تصدق.

لكن من هو «بوشار» هذا الذي دخل التاريخ بالصدفة؟ انه ابن عائلة فرنسية متواضعة تسكن منطقة «الجورا» القريبة من الحدود السويسرية. وقد دخل جيش نابليون وهو صغير ثم ترقّى في المناصب حتى أصبح ضابطاً مختصاً بشئون الهندسة المدنية والعسكرية، وقد رافق حملة نابليون الى مصر وأصبح مسئولا عن مدينة «رشيد» ونواحيها.

وقصة اكتشافه للحجرة الشهيرة هي التالية: لكي يبني تحصينات دفاعية على الضفة اليسرى من النيل فإنه راح يهدم قلعة مصرية قديمة من أجل استخدام حجارتها في البناء الجديد، وعندئذ وقع بصره على حجرة الجرانيت التي تبلغ متراً واحداً من حيث العلو، ويصل عرضها إلى 73 سنتيمتراً وثخانتها إلى 27 سنتيمتراً. وقد نقشت عليها نصوص ثلاثة بثلاث لغات مختلفة، ولا ريب في أنها كانت قد فصلت في زمن ما عن نصب تذكاري ضخم ثم جلبت إلى هذه المنطقة لكي تستخدم في بناء القلعة، وعندما شعر الضابط «بوشار» بأهميتها استخرجها من الجدار وعزلها على حدة. ثم اتصل بمهندس الجسور والطرقات «ميشيل آنج لانكري» الذي كان ماراً بالصدفة في مدينة «رشيد» وطلب منه المعونة لفهم مغزى هذه الحجرة وأهميتها.

والشيء اللافت للانتباه في هذه القصة ليس هو اكتشاف الحجرة وإنما اكتشافهم فوراً للأهمية العلمية التي يمكن أن تنطوي عليها، فمنذ اللحظة الأولى شعر الفرنسيون وكأنهم وضعوا اليد على الكنز، فهل يعود الفضل إلى بوشار؟ أم الى لانكري؟ على أي حال فإن هذا الأخير اتصل فوراً بمعهد مصر الذي أسسه الفرنسيون فور وصولهم والذي كان عضواً فيه. وبعد أسبوعين طلب من بوشار نقل الحجرة الشهيرة الى القاهرة عن طريق قارب يعبر نهر النيل.

وما أن وصلت الحجرة إلى القاهرة حتى التف حولها العلماء وراحوا يدرسونها بعناية، وراح الباحثون يمضون ساعات طوال وهم يتساءلون عن معنى النصوص الثلاثة. كان الأول مبتوراً من ثلثيه ومكتوباً باللغة الهيروغليفية. وأما الثاني الذي اعتقدوا للوهلة الأولى بأنه مكتوب بالسريانية فإنه في الواقع كان مكتوباً باللغة الديموتية: أي الكتابة الشعبية بمصر القديمة. وهي كتابة ظهرت قبل ستمئة وخمسين عاماً من ميلاد المسيح. وكانت تستخدم للمراسلات الجارية في المراسيم الأدبية والدينية.

وأما النص الثالث فكان يحتوي على أربعة وخمسين سطراً باللغة اليونانية، وكان ذلك بمثابة حظ كبير لأن العلماء ما كانوا يستطيعون فهم أي شيء غيره. فاللغة اليونانية معروفة، وبالتالي يمكن تفسير النص. وبعد ان قرأوا عرفوا انه عبارة عن مرسوم صادر عن كهنة «ممفيس» وهم يبتهلون فيه للفرعون بطليموس وذلك عام 192 قبل الميلاد. في الواقع إن كهنة المدن المصرية كان من عادتهم أن يجتمعوا في مدينة ممفيس غالباً لكي يصدروا الأوامر والمراسيم. وكانت هذه المراسيم محفورة أو مكتوبة بعدة لغات ومنقوشة على جدران المعابد المختلفة. وفهم علماء نابليون أن النصوص الثلاثة تتحدث عن الشيء نفسه ولها بالتالي ذات المضمون، فالنص الهيروغليفي كان قد ترجم إلى اللغة الديموتية الشعبية لكي يفهمه الشعب البسيط، ثم ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهمه اليونانيون المقيمون في مصر.

أخيراً عثر العلماء على نص مكتوب بثلاث لغات.. يا له من حظ! فقد أصبح ممكنا لأول مرة في التاريخ فهم اللغة الهيروغليفية عن طريق المقارنة، ومعلوم ان سرها بقي مستعصياً على العلماء منذ القرن السادس الميلادي. وقد تكسرت رؤوسهم من كثرة ما قرأ وها وحاولوا فك ألغازها ثم فشلوا.. وهاهم لأول مرة يجدون النص نفسه مكتوباً بها وباللغة اليونانية. وبما ان اليونانية معروفة لديهم جيداً فقد أصبح بالا مكان فهم اللغة الهيروغليفية أو البدء في فهمها.. ولكن بانتظار التوصل الى ذلك ينبغي ان ينقلوا نسخاً طبق الأصل عن النص، وهو عمل استغرق عدة أسابيع، ثم دخلوا بعدئذ في صلب الموضوع. وعندما قارنوا بين النصين وجدوا أن النص الهيروغليفي لا يحتوي إلا على 32 سطراً، هذا في حين أن النص اليوناني يحتوي على 54، كما قلنا. فما العمل؟ حاولوا أن يعيدوا كم من المرات تكرر اسم الفرعون بطليموس، فوجدوها 11 مرة في كلا النصين، ولكنهم بعدئذ لم يستطيعوا التقدم خطوة واحدة في فهم أسرار اللغة الهيروغليفية، لقد اصطدموا بالجدار المسدود.

ولن تنجح العملية إلا في أوروبا، وبعد عدة سنوات من ذلك التاريخ، وعندئذ تسابق عالمان، الأول إنجليزي والثاني فرنسي على فك اللغز. الأول يدعى توماس يونغ والثاني فرانسوا شامبليون، وكان الفرنسي أكثر عبقرية فنجح في فهم أسرار اللغة الهيروغليفية بعد سنوات طويلة من البحث والجهد. في الواقع أن اللغة الهيروغليفية هي لغة ميتة. ولولا حجرة رشيد لما استطاع العلماء فهم حروفها وكلماتها إلا بعد أجيال وأجيال. من هنا جاءت أهمية هذه الحجرة التي اكتشفت عن طريق المصادفة المحضة.

في 27 سبتمبر من عام 1822 كتب شامبليون تقريراً عن اكتشافه وأرسله إلى أكاديمية النقوش والآداب الجميلة في باريس، وقال لهم بما معناه: ان اللغة المصرية القديمة، أي الهيروغليفية، ذات حروف تشكيلية، أو رمزية، وصوتية في آن معاً. وهكذا كشف النقاب عن سر هذه اللغة بعد 13 قرناً من البحث المضني والعذاب.

ولكن «بوشار» الذي اكتشف الحجرة لن يتاح له العمر لكي يفهم نظرية شامبليون ويطلع عليها، فقد مات في سن الواحدة والخمسين بعد مرض طويل وعضال، وبعد أن ساهم في 18 حملة عسكرية لنابليون! وكذلك بعد أن أسر خمس مرات، ولكن... لقد ارتبط اسمه إلى الأبد باكتشاف الحجرة الشهيرة التي أدت إلى فهم أسرار اللغة الهيروغليفية، أصعب لغة في العالم.

لكن من هو شامبليون، بطل هذا الاكتشاف؟ ولد عام 1790 ومات في باريس عام 1832. هذا يعني انه لم يعش أكثر من 42 عاماً، ومع ذلك فقد خلّد اسمه في التاريخ كأحد كبار المكتشفين. في الواقع انه كان مهووساً باللغة الهيروغليفية منذ نعومة أظفاره. وكان يحلم بفك ألغازها يوما ما. ولذلك ابتدأ بدراسة اللغات الشرقية وبشكل خاص اللغة القبطية. وقد ابتدأ بجمع مادة بحثه وهو لا يزال أستاذا للتاريخ في جامعة غرونوبل، ثم أصبح عام 1826 مسئولاً عن عن قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر. وفي عام 1828 أُرسل في بعثة دراسية إلى مصر كي يسجل النقوش المكتوبة على الآثار المصرية. وفي عام 1831 عُين أستاذا في الكوليج دوفرانس، أعلى مؤسسة علمية فرنسية، أي أعلى من السوربون.

من أهم كتبه: خلاصة عن النظام اللغوي الهيروغليفي، ثم: رسائل مكتوبة في مصر ومنطقة النوبة، ثم آثار مصر والنوبة، ثم قواعد اللغة المصرية القديمة، ثم قاموس اللغة المصرية والكتابة الهيروغليفية.

لكن ما هي اللغة الهيروغليفية وما هي قصتها؟ يقول المؤلفان: أنها لغة مصر القديمة. وقد تحدث بها المصريون وكتبوها طيلة أكثر من ثلاثة آلاف عام قبل أن تنقرض في القرن الرابع بعد الميلاد، فالامبراطور المسيحي تيودوز منع ممارسة الشعائر والطقوس الوثنية التي كانت سائدة في مصر القديمة. وبالتالي فلم يعد أي شخص يتجرأ على كتابة لغة هذه الطقوس على الحجر. على هذا النحو ماتت اللغة الهيروغليفية في وادي النيل. فبمرور القرون والأزمان لم يعد الناس قادرين على فك ألغازها ورموزها وحروفها. وهي غنية جداً بالرموز المنقوشة على الحجرة والمكتوبة على ورق البردي. وراح الناس يعتقدون أنها ذات طابع سري، بل وحتى سحري يستغلق فهمه على البشر! ولم يترك آخر الكهنة المصريين أي كتاب في النحو لكي يساعدنا على فهم آليات هذه اللغة. وعندما اكتشفت حجرة رشيد عام 1799 كان اللغز لا يزال مستغلقاً على جميع الأفهام والعقول. والإشارات الوحيدة التي كان يمتلكها العلماء عن هذه اللغة العجيبة والمحيرة للعقول كانت تجيء من مصدرين، الأول هو نصوص الكتّاب اليونانيين والرومانيين القدماء، والثاني هو مؤلفات بعض علماء أوروبا الذين حاولوا منذ عصر النهضة فك ألغاز هذه اللغة بشكل عقلاني.

فبما ان الاغريق والرومان سيطروا على مصر طيلة قرون عديدة فقد كان من المتوقع أن يهتموا بلغتها المحلية: أي لغة شعبها. والكثير من المؤرخين وصفوا

هذه اللغة بطريقة ذكية ومرنة. ولكن أياً منهم لم يفهمها في الواقع. وأما المؤرخ الشهير هيردوت فيقول: يمتلك المصريون نوعين من الكتابة: الأولى تدعى مقدسة وهي لغة الكهنة، والثانية شعبية خاصة بعامة الناس. وبالتالي فاللغة الهيروغليفية كانت هي اللغة المقدسة بالنسبة للمصريين القدماء أو بالأحرى بالنسبة للكهنة وعلية القوم، ولكن إلى جانبها كانت توجد لغة شعبية أكثر بساطة ومفهومة من قبل عامة الناس.

ولا تزال الحضارة المصرية تثير أهواء الغربيين وإعجابهم، ولا تزال رفوف المكتبة الغربية تشهد باستمرار الكتب عن هذه الحضارة ولا يزال القراء يطلبون «المزيد».. وكتاب عن مغامرة اللغة الهيروغليفية.. انطلاقا من «حجرة رشيد» وما أفصحت عنه من أسرار.

المصدر : مؤسسة البيان للطباعة والنشر الإثنين 27 ربيع الآخر 1423هـ 8 يوليو2002 -العدد 218

اكتشاف أهم أثر لغوي مصري بعد حجر رشيد

أعلن مسئول في هيئة الآثار المصرية أنه تم العثور على لوحة تشبه حجر رشيد الذي اكتشف قبل مائتي عام وأسهم في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة, وذلك أثناء قيام بعثة آثار مصرية بحفريات جنوب العاصمة المصرية القاهرة.

وقال صبري عبد العزيز مدير قطاع الآثار الفرعونية في المجلس الأعلى للآثار "إن الحجر يبلغ طوله 220 سنتيمترا وعرضه 170 سنتيمترا, ويتكون من 21 سطرا مكتوبا بالهيروغليفية و17 سطرا بالهيراطيقية وهي لغة مشتقة من اللغة المصرية القديمة. وقد عثر على الحجر أثناء قيام بعثة آثار مصرية بحفريات في منطقة المحاجر الأثرية في منطقة الخازندارية بمحافظة سوهاج جنوب العاصمة المصرية القاهرة.

وتحوي اللوحة مرسوما ملكيا صادرا عن بطليموس الثالث (250 قبل الميلاد), تتضمن معلومات سياسية عن صراعات حكام سوريا اليونانيين في تلك الفترة إلى جانب معلومات سياسية واجتماعية.

واللوحة يعلوها قرص الشمس المجنح, وأسفله الإله مخبت وواجبت على هيئة ثعباني كوبرا, يرتدي أحدهما تاج الوجه القبلي والثاني تاج الوجه البحري, وأسفل المنظر الآلهة إيزيس وأوزوريس وحورس, ويستكمل المنظر بقيام (مين) إله الإقليم بتقديم بطليموس الثالث وزوجته إلى ثالوث الآلهة.

وقال صبري إن اللوحة تعتبر أهم اكتشاف في ما يتعلق باللغة المصرية القديمة بعد حجر رشيد الذي عثر عليه فرانسوا شامبليون قبل مائتي عام, إذ كتبت باللغتين الهيروغليفية والهيراطيقية وفي أسفلها عبارة تقول إنها ستستكمل باليونانية, وهي اللغات التي حملها حجر رشيد". لكنه أشار إلى عدم العثور على اللوحة التي تحمل النص الموازي باليونانية.

وكانت بعثة مصرية قد بدأت العام الماضي التنقيب في منطقة المحاجر الأثرية فعثرت على معبد على عمق خمسة أمتار تحت سطح الأرض, وعثر داخله على الأثر الذي يعتبر لوحة تأسيس المعبد, محطمة على أرضيته, وتم ترميمها, ووجد إلى جانبها تمثال من الحجر الجيري, بارتفاع 20 سم لآلهة الجمال عند اليونانيين فينوس من دون رأس وترتدي رداء وقلادة على الصدر إضافة إلى تمثال آدمي من البازلت الأسود طوله 10 سم.

يذكر أن جنود نابليون بونابرت إبان حملته على مصر عام 1799 عثروا على حجر رشيد, وهو قطعة من البازلت الأسود تعود إلى نحو 210-181 قبل الميلاد, عليها كتابات بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية واستعان به المستشرق الفرنسي جان فرانسوا شامبليون (1790-1832) لفك رموز الكتابة الهيروغليفية. والحجر موجود الآن في المتحف البريطاني, وفشلت مساعي مصر في استعادته.
cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty سباق الخيل والأعداد

مُساهمة من طرف cafu الخميس 26 أغسطس 2010, 2:13 pm

سباق الخيل والأعداد



ليس من شك في أن دراسة الأعداد يمكن أن تفتح ميدانا جديدا للمراهنة الناجحة عن الجياد، ولكن ليس أصدق من القول (إن علما ضئيلا هو شيء خطر) .

فالخبرة هي أن البشر نزّاعون كثيرا جدًّا إلى التفكير في أنهم بسبب إثبات تعليم مثل هذه الأنظمة له التأثير الكبير في الأحداث الرئيسية في حياتهم الشخصية، وأنهم من دون أي مزيد من التحضير مستعدون للغوص في سباق الخيل والمراهنة على أي جواد يصطنع اسمه العدد نفسه كعدد اسمهم الخاص .

إن النقطة التي يبدو أن معظم البشر ينسونها هي أن سباق الخيل هو شأن معقد كثيرا، إلى درجة أن أمور (البقشيش) حتى من أصحاب الخيول والفرسان (الجوكية)، هي عادة غير جديرة بالاعتماد تماما مثل المئة نظام ونظام التي تُقدّم يوميا تقريبا في أي صحيفة يتناولها المرء .

إن سباقات مهمة كثيرة قد قلبت رأسًا على عقب جميع النظريات في ما يتعلق بالتكهُّن الفائز بدراسة (الشكل)، والركض السابق، وهلمَّ جرَّا. وفي سباقات كثيرة هزمت جياد دخيلة تماما، لغير سبب ظاهر، الجياد المرجَّحة (التي تُجمع الآراء على أنها ستفوز بقصب السبق) والتي حظيت بأكبر قدر من المراهنات .

هل تستطيع دراسة الأعداد أن تُستخدم لإعطاء دلالة واضحة عل أي جياد يُحتمل أن تكون مجلية (الأولى) ، أو أيها ستأتي مصلّية (ثانية وثالثة) ؟ .

نقول ، على نحو توكيدي ، إنها تستطيع ذلك، ولكن المشكلة هي أنه من النادر جدا إيجاد الأشخاص الذين يقدرون على (الاحتفاظ بهدوئهم أو رباطة جأشهم) عندما يتعلق الأمر بشيء كهذا مثل الاستخدام المنهجي لأي طريقة، وعلى الأخص مع الأعداد .

إذا ما صمم المرء بالفعل على الاختيار بواسطة هذا النظام من الأعداد كما وُصِف في صفحات سابقة في ما خص المراهنة، فسوف يتعيّن عليه القيام به بحسب الخطوط التالية.

اختيار يوم تتوافق أعداده مع أعداد اسمه الشخصي

إذا أمكن البحث عن الفرسان الذين يكون عدد أسمائهم هو نفسه عدد اليوم .

عندما تتوافق جميع هذه الأعداد، لنقلْ مثلًا، إذا ما اصطنعت جميعا عددا مثل العدد 9، عندئذ، فإن الجياد المشتركة في السباق في ذلك اليوم، إذا ما ركضت، تركض تحت الأعداد 9، 18، و27، فسوف تكون بالضرورة مرجحة لان تأتي مجلية ومصلّية أكثر من أي جياد أخرى .

في حالة مماثلة، سوف يكون ضروريا المراهنة على الجياد الثلاثة التي ستجري تحت الأعداد 9، 18،و27 على لوحة المنطلق في السباق (المجلّي والمصلّي) . وإذا كان هناك عدد أكبر من الجياد يفوق الستة والثلاثين مشتركا في السباق ، فسوف يكون ضروريا أيضا المراهنة على الجواد تحت ذلك العدد، ولكن إذا كان كبيرا جدا مبلغ الرهان على أربعة جياد ، فإن القاعدة الجيدة هي انتقاء أصغر جوادين سنًّا من الأربعة ، والمراهنة على هذين الاثنين (المجلّي والمصلّي). وإذا لم يكن هناك فارق كبير في السنّ ، فإن القاعدة التالية التي تستخدمها هي اختيار الجواد الأصغر سنًّا تفضيلا على الفرس الأصغر. وإذا ما خسر المرء في الشوط الأول، ففي الشوط الثاني ينبغي مضاعفة مبلغ المراهنة، وهكذا على نحو منهجي طوال اليوم . وإذا نُفّذت هذه الخطة، وتمّ التمسك بقوة بالأعداد المنتقاة، فإن المرء عاجلا أو آجلا، سيُكافأ بالفوز بجوا مجلّ أو مصلّ، أو بالثلاثة الأوائل معًا، مع الفرصة المضافة في الحصول على جواد دخيل يفوز في بعض السباقات.

إن الصعوبة الكبرى هي أن قلة من الناس يكون لديها في حفلة السباق قوة الإرادة الكافية على إتباع مثل هذه الخطة، على نحو منهجي. وقد يجربونها في شوط واحد، ولأن النجاح، أو الحظ المباشر، لم يحالفهم، فإنهم، على وجه الاحتمال، يستنكفون عن القيام بأي شيء، في الشوط الثاني، أو الأخذ بأي (تعليمة) أُعطينها، وهلمَّ جرَّا .

أولئك الذين لا يستطيعون حضور حفلات الخيل شخصيا، لا ننصح لهم بمحاولة العمل على (إيجاد المجلّي) بواسطة الأعداد، لسبب بسيط وهو أنهم إذا لم يعرفوا (عدد الجواد المتسابق) فإنهم يفتقدون واحدا من العناصر الرئيسية للنجاح .
cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty صدفة وعجبتني

مُساهمة من طرف cafu الخميس 26 أغسطس 2010, 2:15 pm

مصادفة حسابية

قد تعرف القليل أو الكثير عن الحرب العالمية الثانية، التي بدأت في عام 1939م و اشتركت فيها جميع دول العالم تقريبا، فكانت أكبر الحروب في تاريخ الإنسانية وأوسعها انتشاراً، و قتل فيها 50 مليون من البشر.



ومن خلال هذه الحرب اكتشف أحد المؤرخين ظاهرة عجيبة حقا تربط حياة الزعماء الستة الذين قادوا بلادهم في هذه الحروب، وهم هتلر مستشار ألمانيا، وتشرشل رئيس وزراء بريطانيا، وموسوليني رئيس وزراء ايطاليا، وروزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وستالين سكرتير عام الإتحاد السوفيتي، وتويو رئيس وزراء اليابان، و يوضح الجدول هذه الظاهرة :




تويو ستالين رزوفلت موسوليني تشرشل هتلر أسم الزعيم
1884 1879 1882 1883 1874 1889 سنة مولده
1941 1924 1933 1922 1940 1933 سنة توليه
3 20 11 22 4 11 مدة بقائه في السلطة
60 65 62 61 70 55 عمره عند وفاته
3888 3888 3888 3888 3888 3888 المجموع
cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty رد: معجزات رقمية

مُساهمة من طرف ж СнэскМдтэ ж الخميس 26 أغسطس 2010, 5:00 pm

مشكوووووووووووووووووووووووور
مشكووووووووووووووووور
مشكووووووووووور
مشكوروووور
مشكوور
مشكور

بجد يا كافو على التعب ده كله
ж СнэскМдтэ ж
ж СнэскМдтэ ж
مشرف قسم الترفيهى

عدد المساهمات : 3568
تاريخ التسجيل : 30/04/2009
العمر : 33
الموقع : الشارع اللى وراك

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty رد: معجزات رقمية

مُساهمة من طرف هنا الخميس 26 أغسطس 2010, 7:47 pm

شكرا لك على كل هذه المعلومات الرائعة
بس انا نفسى الموضوع يكون اقل من كدة
علشان انت عارف اننا مش بنحب القراءة
علشان نستفيد اكثر بالمعلومة المختصرة
هنا
هنا
عضو متألق
عضو متألق

عدد المساهمات : 147
تاريخ التسجيل : 05/06/2010
العمر : 33

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty رد: معجزات رقمية

مُساهمة من طرف محبة الله الخميس 26 أغسطس 2010, 9:34 pm

ربنا يجزى حضرتك كل خير
انا ما قدرت غير اقرا اول مشاركة بس واضح تعب حضرتك
جزاكم الله الفردوس الاعلى
بجد رررررررررائع
محبة الله
محبة الله
عضو فضى
عضو فضى

عدد المساهمات : 2104
تاريخ التسجيل : 11/11/2009
العمر : 31

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty رد: معجزات رقمية

مُساهمة من طرف cafu الجمعة 27 أغسطس 2010, 12:20 am

شكرا جزيلا
نورتو مشاركتي
cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

معجزات رقمية Empty مكة المكرمة مركز يابسة العالم

مُساهمة من طرف cafu الجمعة 27 أغسطس 2010, 4:48 pm

مكة المكرمة مركز يابسة العالم





علم المساحة والخرائط من العلوم الأساسية التي تعنى بالإسقاط الفعلي للمشروع الهندسي على أرض الواقع كما تعنى بالخرائط الكنتورية التي تستخدم في إسقاط المشاريع الهندسية.

وهنا يبدر سؤال مهم وهو ما السر الذي جعل مكة المكرمة المكان الذي يختاره الله تعالى ليكون مكان بيته الحرام ومبعث آخر أنبياءه محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الأمر لا نعرف على وجه التحديد جوابه فهو من أمر الله وغيب الله ، إلا أننا قد نجد في بعض بحوثنا التي تجود بها قرائحنا وعقولنا القاصرة بعض الأجوبة التي قد تشبع فضولنا وشغفنا وعطشنا لعلم الله الذي لا نهاية له. ففي حقل الجيولوجيا الهندسية هنالك ما يعرف بعلم المساحة والخرائط، وفي هذا العلم الجميل والواسع استطاع فريق علمي يرأسه الدكتور حسين كمال الدين أستاذ المساحة في إثبات أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية، وقد كان هدفه في البداية الوصول إلى وسيلة تساعد أي مسلم من تحديد مكان القبلة من أي مكان هو فيه في الأرض (قلنا في الأرض وليس على الأرض لأن الغلاف الجوي تابع لكوكب الأرض وعليه يكون الإنسان دائما داخل الأرض إلا إذا نفذ إلى الفضاء) إلا أنه توصل أثناء بحثه إلى ما يشبه النظرية الجغرافية بأن مكة المكرمة هي مركز لدائرة تمر بأطراف جميع القارات، فقد اتجه إلى رسم خريطة الكرة الأرضية تحدد عليها اتجاهات القبلة فبعد أن قام برسم القارات حسب أبعاد كل الأماكن على القارات الستة وموقعها من مدينة مكة المكرمة ثم أوصل بين الخطوط المتساوية مع بعضها ليعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض عليها، فتبين له أن مكة المكرمة هي بؤرة هذه الخطوط، ثم رسم خطوط القارات وسائر التفاصيل على هذه الشبكة واستعان في بحثه بالعقل الإلكتروني لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة، ولاحظ أنه يستطيع أن يرسم دائرة يكون مركزها مكة المكرمة وحدودها خارج القارات الأرضية ومحيطها يدور مع حدود القارات الخارجية، وتوصل في نظريته إلى مغزى الحكمة الإلهية من اختيار مكة المكرمة مكانا لبيت الله الحرام (عن مجلة العربي العدد 237 أغسطس 1978). وقد أكدت هذه النظرية التي وضعت في السبعينيات صور الأقمار الصناعية وتحليلاتها الطبوغرافية وطبقية وجغرافية الأرض التي أجريت في هذا العهد التسعيني للقرن العشرين الميلادي .

وحول هذا الموضوع يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام :

وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ‏ ‏(الآية رقم 92) .

فلماذا مكة أم القرى ؟ . ولماذا أطلق الله تعالى على بقية الأرض لفظ من حولها ؟ . وكان الأمر يتعلق بمركز ما والأفلاك التي تدور حوله، لنرى ماذا يفصل برنامج المعجزة الخالدة هذا الموضوع .

فضّل الله جلّ وعلا بعض الأماكن على بعض كتفضيل مكة على سائر بقاع العالم لتكون مركزا لظهور الدين الخاتم وانتشاره إلى باقي بقاع الأرض . ومعلوم أن عدد قارات العالم في الأرض سبع قارات منها خمس مأهولة بالسكان والقارتان القطبيتان خاليتان من الحياة البشرية وكذلك من المعروف أن الرقم (7) ذو أهمية كبيرة في الحقائق الكونية فهناك سبع قارات وسبعة ألوان طيف وسبع سموات (إذ أن آخر تقسيم علمي فلكي لطبقات السماء هو سبعة – من محاضرة الدكتور أنيس الراوي بعنوان الكيمياء الذرية)، أما في القرآن فإن الرقم سبعة له دلالة وأهمية عظيمة قد قمنا بشرحها في روابط أخرى.

فضّل الله تبارك وتعالى مكة وكرمها حين جعلها مركز جذب الإشعاعات الروحية، مركزا يحج إليه المسلمون من كل فج عميق، وشاءت إرادة الله تبارك وتعالى أن يوضع أول بيت للناس لعبادته وحده لا شريك له في مكة، فهي وجهة الناس ومتجههم في الحج والعمرة وهي ذات موقع متوسط في العالم إذ أنها تمثل المعنى والمفهوم الجغرافي لوسطية الأمة الإسلامية كما قال تعالى :

‏وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ‏ ‏(البقرة 143) .

وهي وسطية في الإسلام شاملة المعاني، وسطية في التمتع بطيبات الحياة دون إفراط أو تفريط، وسطية في الأمور العامة والخاصة فلا تبذير ولا تقتير، ثم أنها وسطية بالموقع والمكان ولذلك اختارها الله تبارك وتعالى لتكون مهبط خاتم رسالاته. ومكة كما هو معروف تحتل موقعا متميزا منذ أقدم العصور، وهي حتى الآن منطقة عبور القوافل التجارية .





مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية



نعود ونتكلم بعض الشيء عن الجغرافية وعلم المساحة والخرائط الذي سبق أن أشرنا إليه فنقول: تطور علم الخرائط تطورا كبيرا بعد اختراع الأقمار الصناعية وسفن الفضاء، وهي التي قامت ولا تزال بتصوير وجه الكرة الأرضية من أبعاد واتجاهات مختلفة وظهرت حقائق علمية عديدة لم تكن معلومة للإنسان عن مساحات، ومسافات، وتضاريس لقارات، وبحار، وجزر، ومحيطات . وتوضع على الخرائط الجغرافية خطوط ودوائر، أما الخطوط فهي خطوط الطول وهي عبارة عن خطوط يتصورها العلماء على سطح الكرة الأرضية، وتصل فيما بين القطبين، وخط الطول الأساسي فيها يأخذ رقم الصف، وهو الخط المار بضاحية غرينتش بالقرب من لندن، وعدد خطوط الطول هذه هو 360 خطا نصفها شرق غرينتش، والنصف الآخر غربه ، تساعد هذه الخطوط على تحديد المكان على سطح الكرة الأرضية . وأما الدوائر فهي دوائر يتصورها العلماء على وجه الأرض ومنها دائرة أو خط الاستواء، وتقع في منتصف المسافة بين القطبين ودرجتها الصفر، ثم توجد دوائر موازية لخط الاستواء هذا عند 90 درجة شماله وكذلك 90 درجة جنوبه، والمسافة بين دوائر العرض واحدة تقريبا على خرائط العالم، أما فائدتها فهي معرفة بعد الموقع محددا بالدرجات عن خط الاستواء شمالا أو جنوبا .

وحديثا استطاع العلماء أن يتحققوا من وسطية مكة المكرمة بواسطة الصور الحقيقية التي يصورها القمر الصناعي عندما يلتقط صورا للكرة الأرضية مبتعدا عن سطحها بما لا يقل عن مائة كيلومتر في الفضاء وهو البعد الذي تستطيع أجهزة التصوير بالقمر الصناعي أن تلتقط صورا للكرة الأرضية مشتملة على القطبين . وباستعمال أجهزة التكبير في فحص هذه الصور الحقيقية تتضح وسطية مكة بين أقصى يابسة في القطب الشمالي، وأقصى يابسة في القطب الجنوبي.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي، قام أحد العلماء الأمريكان والمتخصص في علم الطبوغرافيا بإجراء بحوث استنتج منها أن مكة المكرمة هي المركز المغناطيسي للكرة الأرضية، وقد قامت بحوث هذا العلم على أساس ظاهرة كونية موجودة منذ خلق الكون، وهي ظاهرة التجاذب في ما بين الأجرام السماوية (التجاذب المتبادل فيما بينها)، وتصدر فاعلية هذا التجاذب من مراكز هذه الأجرام أي الكواكب والنجوم، والكرة الأرضية شأنها شأن أي كوكب آخر، تصدر قوة جذبها للأشياء من مركزها في باطنها، وهي النقطة أو المركز الذي درسه ذلك العالم الأمريكي وتحقق من وجوده وموقعه والمكان الذي يدل عليه على سطح الأرض، وإذا به يجد أن موقع مكة هو الموقع الذي تتلاقى فيه الإشعاعات الكونية، وأعلن بحوثه هذه دون أن يدفعه على إجرائها أو إعلانها أي وازع ديني، وبعد ذلك نشرت جريدة الأهرام القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 4/2/1977م. نبأ العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين الذي كان يعمل آنذاك رئيسا لقسم المساحة التصويرية بجامعة الرياض في السعودية، تذكر فيه أنه توصل لنفس النتيجة التي توصل إليها العالم الأمريكي، وهي أن مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية، وقد ذكر هذا البحث بالتفصيل في مجلة العربي الكويتية .
ابسط الطرق لتعيين جهة القبلة

ن معرفة القبلة من الأمور الهامة والضرورية في المجتمع الإسلامي حيث يتوقف على معرفتها الكثير من العبادات، وقد يستعمل لمعرفتها المحاسبات الرياضية أو استعمال البوصلة أو أمور أخرى ولكن ابسط هذه ا لطرق أكثرها سهولة من دون شك ولا شبهة الاستفادة من ظل الشاخص لحظة الزوال (الظهر الشرعي) في الساعة 12 و 18 دقيقة لمدينة مكة المكرمة يومي 29آيار وكذلك في الساعة 12 و 27 دقيقة في يوم 16 تموز من كل عام. حيث تكون الشمس عمودية على مكة المكرمة وينعدم ظل الشاخص فيها آنذاك .

لذا ندعو المؤمنين القاطنين في أي موقع من نصف الكرة الأرضية الشمالية و المضاءة بنور الشمس تلك اللحظة الاستفادة من هذه الفرصة لضبط جهة القبلة بوضع شاخص بشكل عمودي على الأرض فتكون القبلة في الجهة المعاكسة لظل ذلك الشاخص آنذاك.






طرق علمية لتحديد اتجاه القبلة :

كيف نحدد اتجاه القبلة في أي مكان في العالم ؟ أثار هذا السؤال ضجة كبيرة جدًّا على مستوى المسلمين في جميع أنحاء العالم، وخاصة في مدينة سياتل بالولايات المتحدة، حيث ينقسم المسلمون هناك في تحديد القبلة، أثار هذا الموضوع الجمعية العربية للمساحة، فقامت بعمل ندوة استضافت فيها العميد عبد العزيز سلام الذي قام بعمل بحث موسع حول هذا الموضوع، حيث استطاع التوصل إلى تسع طرق علمية لتحديد اتجاه القبلة عن طريق حساب المثلثات وجداول الرياضيات، وحصل من الهيئة المصرية العامة للمساحة على تصديق رسمي بصحة هذه الطرق التسع. ونحن نعلم أن اتجاه القبلة هو اتجاه الكعبة الشريفة في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، ويحتاج المسلم أن يعرف اتجاه القبلة في المكان الذي يتواجد فيه حتى يستقبلها أي يتجه نحوها كلما أراد أن يصلي، وذلك تنفيذًا لقوله تعالى:" قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوْهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ". (سورة البقرة الآية 144 )



وقد جاء في كتاب الفقه على المذاهب الأربعة الذي أصدره قسم المساجد بوزارة الأوقاف المصرية في تعريف حد القبلة، أن القبلة لمن كان بمكة أو قريبًا منها هي عين الكعبة أي منتصفها أو هواؤها المحاذي لها من أعلاها أو من أسفلها فيجب عليه أن يستقبل عينها يقينًا إن أمكن وإلا اجتهد في إصابة عينها، والقبلة لمن كان بعيدًا عن مكة هي جهة الكعبة، فيجوز له الانتقال عن عين الكعبة يمينًا أو شمالاً، ولا بأس بالانحراف اليسير الذي لا تزول به المقابلة بالكلية بحيث يبقى شيء من سطح الوجه واصلاً بالكعبة.

أما عن طرق حل هذه المسائل. فالطريقة الأولى حسابية باستخدام قوانين حل المثلث الكروي وذلك باستخدام قانون ( نصف الظل )، فثبت – مثلاً - أن اتجاه القبلة للراصد الموجود بمدينة الإسكندرية هو 135,5 درجة من اتجاه الشمال الحقيقي مع اتجاه دوران عقارب الساعة، وأما اتجاه القبلة للراصد في مدينة سياتل فهو 17,5 درجة من اتجاه الشمال الحقيقي مع اتجاه دوران عقارب الساعة. واتجاه القبلة للراصد الموجود في هونج كونج هو 285.1 درجة من اتجاه الشمال الحقيقي مع اتجاه دوران عقارب الساعة، وأما الطريقتان الثانية والثالثة فتتمَّان عن طريق حساب المثلثات باستخدام جداول خاصة بهذا العِلْم الرياضي، وقد ثبت من هاتين الطريقتين نفس الدرجات السابقة لاتجاه القبلة بالإسكندرية أو بسياتل أو بهونج كونج. وأما الطريقة الرابعة فتتم عن طريق استخدام كرة النجوم، حيث يحتاج المَلاَّح أثناء الإبحار إلى طريقة سريعة لتحديد اتجاه القبلة باستخدام كرة النجوم بدقة مقبولة بإذن الله تعالى، وهو ما يتم بها تحديد موقع الكعبة الشريفة بضبط خط عرض الكعبة الشريفة على موازيات الميل على كرة النجوم وخط طول الكعبة الشريفة. والطريقة الخامسة باستخدام " قرص النجوم"، وفيها يتم تحديد موقع الكعبة الشريفة على قرص النجوم بنفس الطريقة التي تمت على كرة النجوم بتوقيع خط عرض الكعبة الشريفة على موازيات الميل للجرم السماوي، وخط طول الكعبة الشريفة بالنسبة لموقع الراصد.

والطريقة السادسة باستخدام " مخطوط ويرز "، وفيها يتم توقيع خط عرض الكعبة الشريفة على خط الأساس على تدريج ميل الجرم السماوي. والطريقة السابعة باعتبار موقع الكعبة الشريفة كنقطة مراجعة في بعض الأجهزة الملاحية، حيث توجد لدى بعض الأجهزة الملاحية مثل جهاز تحديد الموقع بواسطة الأقمار الصناعية إمكانية تخزين نقاط مراجعة مع القدرة على إعطاء اتجاه ومسافة هذه النقطة في أي لحظة، فيتم تخزين موقع الكعبة الشريفة في ذاكرة الجهاز كنقطة مراجعة وفي أي لحظة يراد معرفة اتجاه الصلة يتم طلب اتجاه ومسافة نقطة المراجعة هذه باستخدام طريقة السير على الدائرة العظمى.

وأما الطريقة الثامنة فباستخدام ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة الشريفة، فعندما تتعامد الشمس على مكة المكرمة يكون اتجاهها في هذه اللحظة هو اتجاه القبلة، والشمس تتعامد على الكعبة الشريفة مرتين سنويًّا، وذلك حينما يكون ميل الشمس مساويًا لخط عرض الكعبة الشريفة، وأثناء مرورها الزوالي فوق الكعبة الشريفة (لحظة أذان الظهر بمكة المكرمة) ويكون ارتفاع الشمس 90 درجة في تلك اللحظة للراصد الموجود بالمسجد الحرام بمكة المكرمة، وسيكون ذلك في يوم 28 مايو في الساعة 12 ظهرًا و17 دقيقة و52,8 ثانية بتوقيت كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية (التوقيت الصيفي)، ثم في يوم 15 يوليو في الساعة 12 ظهرًا و26 دقيقة و40,8 ثانية من كل عام بتوقيت كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ( التوقيت الصيفي)، وفى هذين اليومين ستكون الشمس مرئية بالنسبة لجميع سكان قارة أفريقيا وأوروبا وآسيا شرقًا حتى الفلبين والجزء الشمالي الغربي من قارة أستراليا وكل من يراها في تلك اللحظة المذكورة عاليه فإنه سيكون مستقبلاً للقبلة بإذن الله تعالى، ويمكن ملاحظة عمود إنارة مثلاً في تلك اللحظة ليدل على اتجاه القبلة وبذلك يمكن لكل مسلم أن يتأكد من مكانه ويعممه على طول العام، وأخيرًا الطريقة التاسعة هي خريطة الصلاة التي رسمها المركز الإسلامي بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي توضح اتجاه القبلة بالزوايا في جميع أنحاء العالم. الجدير بالذكر أن شيخ الأزهر شكَّل لجنة للفتوى لإعطاء فتوى نهائية بصحة الطرق التسع لتحديد اتجاه القبلة.
cafu
cafu
مراقب عام على القسم الأدبى
مراقب عام على  القسم الأدبى

عدد المساهمات : 1530
تاريخ التسجيل : 30/09/2009
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى