رمضان جانا وفرحنا به رمضان في فلسطين الحبيبة غزة

من طرف **cafu** الجمعة 13 أغسطس 2010, 4:52 pm

في لوحة فنية رائعة رسمها الغزيون المحاصرون في أكبر
سجن في العالم للعام الرابع على التوالي تتأهب أسواق قطاع غزة من منبع
شرايين الحياة أنفاق مدينة رفح جنوباً إلي بيت حانون شمالاً استعداداً
لاستقبال ضيف عزيز طال انتظاره واقتربت دقاته على أبواب حصار غزة..

شهر الخيرات والطاعات كما يحب المسلمون وصفه، شهر
رمضان المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنان وتغلق فيه برحمة ربنا “جل وعلا”
أبواب النيران لتصفد خلفها شياطين الجن في انتظار أن تعود شياطين الإنس
لبارئها تائبة على ما ارتكبت من معاصي وذنوب طيلة أيام عام كامل.

متطلبات الشهر الفضيل

المحال والبقالات التجارية فتحت أبوابها في ساعة
مبكرة منذ صباح الثلاثاء، خلية نحل تعمل في أسواق غزة، أيادي ترتب أنواعاً
مختلفة من الأطعمة الغذائية والبقوليات ومتطلبات موائد السحور والإفطار
التي وصف النبي “صلى الله عليه وسلم” تناولها بالبركة ونصح المؤمنين في
أحاديث نبوية كثيرة بإتباع هديه.

تنوعت صور وأشكال التجهيزات في سوق الزاوية وسط
البلدة القديمة قلب مدينة غزة، وتنوعت معها حاجات المواطنين ومتطلباتهم
خلال شهر ذو أيام معدودات، يحتاجون خلالها أنواعاً متنوعة من الطعام
والشراب والشوربات والمخللات والمرطبات والتمور بكافة أصنافها والبهارات في
محلات العطارة…

أطعمة لا تحصى لكن الأهمية في أن تعين وجبتي السحور
والإفطار التي سيتناولها المسلمون في العبادة والصيام خلال أيام رمضان
شديدة الحرارة في ظل فصل الصيف الملتهب بشمس النهار الحارقة ورطوبة الليل
العالية.

في ساعات الظهيرة عاد الأربعيني أبو محمد الذي يعمل
في مكتب للاستشارات القانونية بمدينة غزة عائداً من عمله بعد عناء يوم طويل
ليتجه نحو سوق الزاوية قبلة الغزيين استعداداً لشراء متطلبات رمضان
وحاجيات السحور والإفطار وليالي قيام الليل من صلاة وعبادات وتراويح وتلاوة
آيات من ذكر الله الحكيم..

أنواع مختلفة

يقول أبو محمد خلال تجوله بين أزقة وزوايا سوق
الزاوية:”تلقيت أمس راتبي عن الشهر الماضي وتوجهت مباشرة نحو السوق لشراء
متطلبات أسرتي التي لا تنتهي من أنواع مختلفة من الطعام والشراب متمثلاً
طبعاً بالمشروب أول على مائدة إفطارنا “الخروب العسل”..

ويشير وعلامات الفرحة المنقوصة باستقبال رمضان بدت
على محياه نتيجة ارتفاع بعد أسعار متطلبات رمضان إلى أن للشهر الكريم ميزة
خاصة تتمثل في قدومه في فصل الصيف شديد الحرارة، مستطرداً:” الأجر على قدر
المشقة ونسأل الله الصبر والثبات والأجر العظيم وأن لا يحرمنا ثواب أيام
هذا الشهر المبارك نحن وجميع خلقه”.

فيما أبدت المواطنة أم أحمد في مقتبل العقد الخامس من
عمرها ارتياحها وعبرت عن غامر سعادتها وهي تستقبل شهر رمضان، واصفةً إياه
بشهر اليمن والبركات.

وتمنت السيدة الغزية التي آثرت على النزول لأسواق غزة
لنيل القليل من بضائعها مرتفعة الأسعار بعض الشئ رغم قلة الحيلة ومعاناة
أسرتها الفقر الشديد نتيجة توقف زوجها عن العمل نتيجة الحصار الصهيوني
المفروض والإغلاق المستمر للمعابر.

لكن مشاعر الأمل اختلطت بعض الشئ بمشاعر السعادة
وفرحة استقبال “رمضان” لدى أم أحمد، قائلةً:”رغم مرارة وقسوة الحصار إلا
اننى عازمة على إدخال الفرحة والسرور على قلوب أبنائي الصغار ليسعدوا كباقي
أطفال المسلمين بقدوم هذا الشهر .. وأهل الخير كتار وربنا ما بنسى عباده” .

الصورة لم تكتمل فأسواق الضفة الغربية المحتلة وأسواق
(زهرة المدائن) مدينة القدس مسرى النبي المصطفى هي الأخرى عاشت أجواء شهلا
النفحات الايمانية المباركة الذي يطل علينا هذا العام وما زالت صورة
الحصار والانقسام تخيم على الفلسطينيين وتقاسمهم حياتهم، فيما ينتظر أهل
أرض الرباط نصر الله المؤزر قريباً عاجلاً غير آجل وصلاة في باحات الأقصى
في رمضان المقبل محررين منتصرين فاتحين…

رمضان جانا وفرحنا به رمضان في فلسطين الحبيبة غزة DSCF9420

رمضان جانا وفرحنا به رمضان في فلسطين الحبيبة غزة DSCF9420

رمضان جانا وفرحنا به رمضان في فلسطين الحبيبة غزة DSCF9454

رمضان جانا وفرحنا به رمضان في فلسطين الحبيبة غزة DSCF9480

رمضان جانا وفرحنا به رمضان في فلسطين الحبيبة غزة DSCF9499