الحمى الفحميه anthrax

الحمى الفحمية أو الجمرة الخبيثة ( ANTHRAX )

يتردد هذه الأيام كثيراً مرض الحمى الفحمية :(:( وعن ظهورها في بعض مدن الولايات المتحدة الأمريكية . . . وأحببت أن أعطيكم نبذة بسيطة عنه . فهو مرض معدي حاد يصيب جميع الحيوانات وكذلك الإنسان وهو شديد الخطورة وفتاك خصوصاً للثروة الحيوانية وتسببه بكتيريا من النوع العصوي تسمى ( Bacillus Anthracis ) ، وفي أغلب حالاتها فإن إصاباتها تسبب التسمم الدموي وتسبب الوفاة السريعة .
ولو عدنا للوراء قليلاً في تاريخ المرض لوجدنا أن توزيع الإصابة به شمل جميع أنحاء العالم ، وتكررت حالات الإصابة بهذا المرض في كل من : جنوب أوروبا – أجزاء من أفريقيا – أستراليا – آسيا – وشمال وجنوب أمريكا . أما في الولايات المتحدة الأمريكية فهناك ولايات سبق أن ظهرت بها الإصابات مثل : داكوتا الجنوبية – نبراسكا – أركانسس – ميسيسيبي – لويزيانا – تكساس – وولاية كاليفورنيا .

مواصفات الميكروب :
إن ميكروب Bacillus Anthracis هي بكتيريا عصوية موجبة اللون غير متحركة وتستطيع تكوين حويصلات حولها تحميها من جميع عوامل التعرية وتستطيع أن تعيش بذلك في أقسى ظروف الطقس ولفترات طويلة تتجاوز الخمس سنوات ، ويتراوح حجمها من 4 – 8 ميكرون . وهي تنمو على هيئة سلاسل ولكن يمكن نموها مفردة او على هيئة أزواج . . وعادة ما تكوّن حوصلاتها بعد خروجها مع سوائل الحيوان النافق ( الميت ) لتحميها من عوامل التعرية كما ذكرنا سابقاً ، ولتنتشر في مساحات شاسعة من الأراضي والمراعي بصفة خاصة حيث أن الميكروب يعود لحالته الطبيعية عند وجود الوسط المناسب وهي الأراضي المتشققة والقلوية التركيب والتي تعتبر كحاضنة للميكروب .
الأبقار والخيول والأغنام والماعز تعتبر من الحيوانات عالية الإصابة بهذا المرض خصوصاً عند الرعي في المراعي الملوثة . أما بالنسبة للإنسان فإن الإصابة تظهر على هيئتين وهما : الموضعية على شكل بثور جلدية بسبب الاحتكاك مع الحيوانات المصابة . . أو الرئوية وهي الخطيرة عن طريق استنشاق الحوصلات مما يتسبب في التهاب حاد في السحايا .

الأعراض المرضية :
المرض يظهر على ثلاث هيئات : الشديد والحاد والمزمن . . .
في الحالات الشديدة لا تظهر علامات ولكن النفوق المفاجئ للحيوان ( الأبقار – الأغنام – الماعز ) هي السمة العامة بدون إظهار أي أعراض مسبقة للمرض . .
في الحالات الحادة في الأبقار والخيول والأغنام تبدأ بارتفاع في درجات الحرارة مع استثارة شديدة للحيوان يتبعه خمول وصعوبة في التنفس واضطراب ضربات القلب ومن ثم تقلصات شديدة في عضلات الجسم ومن ثم النفوق ، أما الإناث الحوامل فتجهض بعد إصابتها . . ومن العلامات المميزة للمرض ظهور سوائل دموية رغوية من جميع الفتحات الطبيعية للجسم بعد النفوق .
وفي الحالات المزمنة تظهر علامات على هيئة بثور في اللسان والحنجرة لدى الأبقار والخيول والكلاب ( أعزكم الله ) .

تشخيص المرض :
إن تشخيص المرض معتمداً على العلامات المرضية صعب جداً وخصوصاً عند ظهور المرض في مناطق جديدة ولذلك كان لزاماً الاعتماد كلياً على النتائج المعملية والتحاليل المكثفة .
علاج المرض :
نظراً لكون الحمى الفحمية من الأمراض الفتاكة بالنسبة للماشية ، فيتم علاج الحيوانات المصابة بجرعات من المضادات الحيوية وتحصين باقي الحيوانات التي لم تظهر عليها أي أعراض .
أما بالنسبة للإنسان فالتحصين متوفر . . وهو لا يشكل أي خطورة بالنسبة للمصابين بالنوع الجلدي . . ولكنه خطر حقيقي وقاتل للمصابين بالنوع الرئوي وعند الكشف عليه مبكراً يعطى المريض جرعات مكثفة من المضادات الحيوية .....
حمانا الله وإياكم من الأمراض ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..........